|


د. صالح بن سبعان
مستقبلنا الرياضي يُصنع اليوم
2011-10-06
صحيح أن الفضل بعد الله، في الإشراف على أول هيئة حكومية رسمية تشرف على رعاية قطاع الشباب والرياضة بعد إنشائها وتأسيسها في الدولة يرجع إلى الأمير خالد الفيصل، إلا أن الحق يقتضي أن نقر ونعترف بأن هذا القطاع شهد على يدي الراحل المقيم الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز (رحمه الله)، الذي يعد مؤسس النهضة الشبابية والرياضية في السعودية، قفزة هائلة جعلت السعودية في مقدمة دول المنطقة والقارة تمثيلاً في المحافل والمنافسات العالمية، وقد استطاع في زمن قياسي أن يحقق الكثير من الإنجازات التي تصدرت بها السعودية محتلة المكانة التي تتمتع بها الآن، وما كان ذلك ليتحقق إلا باعتماد إستراتيجيات محكمة التصميم وخطط واقعية وعملية مدروسة، وما كان كل أولئك يؤتي ثماره، لو لم تكن هناك متابعة لصيقة ودقيقة من الأمير الراحل في عملية إنفاذ هذه الخطط والبرامج على أرض الواقع، حتى لا تظل حبراً على أوراق تحفظ في الملفات.
لقد وضع الأمير فيصل (تغمده الله بواسع رحمته) بصمته منحوتة نحتاً في تاريخنا الحديث بما أنجز في هذا القطاع الذي يعد من أهم القطاعات في المجتمع السعودي، وأهمية قطاع الشباب تحديداً هي ما دفعتنا منذ سنوات إلى الإلحاح على ضرورة تخصيص وزارة تعنى بشئون الشباب والرياضة لاعتبارات كثيرة لا نجد ما يدعو إلى تكرارها هنا، ولكن إنجازات الأمير الراحل آنذاك كانت من أقوى المحفزات لطرح هذا الاقتراح.
ولا يسع المرء الآن وهو يرى أولى بشريات عهد الأمير نواف بن فيصل في قيادة هذا القطاع، إلا وأن يردد في نفسه المأثور القائل (من خلف، لم يمت)، إذ تراه يعتمد نفس النهج العلمي والعملي الذي كان ينتهجه والده (رحمه الله) في قيادة هذا القطاع، وهو النهج الذي يقوم على التخطيط الواقعي والبرامج الممرحلة ومتابعة التنفيذ، وها نحن نشهد النتائج الآن على أرض الواقع، وطالما هذا هو النهج فإن ملامح المستقبل تبدو واضحة منذ اليوم، لأن الغد يُصنع في الحاضر.
وإذا جاز لنا همسها في أذن الأمير، فهي ملاحظة نرجو أن تجد قبولاً في صدر سموه، وهي، إن الأمير الراحل كان قد استن سنة حميدة في عهده، حيث أولى الرياضات الأخرى، الفردية والجماعية والتي لم تكن لها قاعدة شعبية، اهتماماً ورعاية قفزت بها إلى الأمام، حتى صار بعضها اليوم من الرياضات الشعبية، لذا نرجو أن يبذل الأمير نواف في سبيل تطويرها ما تستحق من كريم الرعاية والاهتمام، لأننا بصدد المنافسة في عهده بإذن الله في كل الرياضات وليس في كرة القدم وحدها.