|


خالد بن فهد الحسين
سلطان الحكمة
2011-10-27
بوفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام فقد الوطن والأمة الإسلامية رجلاً من قادتها المخلصين ورموزها المؤمنين بقضاياها، المدافعين عن حقوقها .. رجلاً فذًّا عُرف بحنكته السياسية، وحكمته الإدارية .. رمزاً للإنسانية المفعمة بالسماحة والندى، مقترناً بهموم وقضايا وحاجات الإنسان منعقداً على وجدان إيماني، وسمة عربية أصيلة، جعل من شخصيته شاهداً حيّاً على أن للأمم من رجالها عناوين .. وأن من أبنائها رموزاً مؤثرين .. وأن بغياب هذه القامة والقيمة الإسلامية والعربية والوطنية يتوقف إمداد فصل مهم من فصول تاريخنا عن تدفق فيض العطاء لهذه الشخصية المؤثرة والفاعلة التي كسبت عن استحقاق العديد من الصفات والنعوت من سلطان الخير والعطاء، إلى سلطان السماحة والحكمة والندى".
ونستذكر في ضوء ذلك جهوده الكريمة في مناصرة قضايا المسلمين وإغاثتهم من خلال لجنة الأمير سلطان الخاصة للإغاثة، وعطاءاته الجمة في دعم المراكز والهيئات الإسلامية من خلال مؤسسة الأمير سلطان الخيرية، وسخائه في خدمة المرضى والتكفل بعلاجهم على حسابه الخاص أو في مدينة الأمير سلطان الخيرية وغير ذلك مما لا يستوعبه كتاب أو يسطره بنان.
ولم تغب شمس معطيات الفقيد الكبير عن أبنائه الشباب والرياضيين في جميع قضاياهم وتفاعلاتهم المحلية والخارجية.. فكان خير من يقف وراء تحفيزهم وتشجيعهم في مشاركاتهم الخارجية وتمثيلهم لبلادهم في المحافل الإقليمية والقارية وكان سخياً في دعمهم المادي والمعنوي .. وقريباً منهم بلقاءاته بهم وتوجيهاته المحفزة لهم وتكريم منجزاتهم مما كان له بالغ الأثر فيما تحقق لهم من إنجازات مشرفة .. وأولى الفقيد اهتماماً وعناية خاصة بدعم وتشجيع أبنائه الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة .. نستذكر هنا قليلاً من كثير بدعمه لبرامج وأنشطة الاتحاد السعودي لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة .. وأمره الكريم بتخصيص طائرة خاصة لنقل منتخب السعودية لذوي الاحتياجات الخاصة لكرة القدم بعد فوزه بكأس العالم في ألمانيا .. فعزاؤنا فيه أنه سيسجِّل في صفحات وطننا فصلاً مضيئاً بمنجز رجال الوطن والأمة، وأنه بذل ما في وسعه لخدمة دينه ووطنه، ولم يدخر جهداً ولا نصحاً في أن يكون الساعد الأمين والعضد الأيمن لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ وعزاؤنا الأكبر إيماننا بالقدر والقضاء والأجل المحتوم على كل مخلوق، ولا يسعنا في هذا المصاب الجلل على الجميع إلا أن نتضرع إلى الله عز وجل أن يرحم أميرنا الجليل سلطان بن عبد العزيز، ويسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه على ما قدم لأمته ووطنه ومليكه خير الجزاء، والعزاء في خاصته لمقام والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وللنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأسرة الكريمة بعامة وذوي فقيدنا الغالي بخاصة، وكلنا ذووه وبنوه، وعظم الله أجر الجميع.