نقلوها من الملاعب الترابية.. وأقاموا لها الملاعب الكبيرة.. وفرشوا لها السجاد الأخضر الطبيعي.. وأحضروا لها أفضل المدربين.. وحين علموا أنها تحتاج إلى تعليم؛ أنشأوا لها المدارس والأكاديميات. تلك هي كرة القدم.. حاولوا أن يطوعوها ولكنها ظلت متمردة.. تعلن العصيان.. هل تدرون لماذا؟.. لأنها - يا سادة - لا تلين إلا مع (الموهوبين). أكثر الفرق التي ظلت بعيدة عن المنصات والبطولات والذهب؛ افتقدت لتلك المواهب التي صنعت لها يوماً تاريخاً جميلاً!.. الهلال كان أكثر من ظهر في سماء البطولات.. هذه الكلام ليس جديداً ولكنه في نظري جدير بالطرح لأنني - كعادتي - أمارس الوفاء مع كل من يغمرني بـ (الأنس).. وقد فعل الهلال ذلك معي كثيراً وأمتعني (موهوبوه) داخل الملعب.. ولا دخل لي فيما يحدث خارجه!.. وها هو (جيل الهلال) الجديد يقدم لنا أسلوباً فريداً في فنون كرة القدم الحديثة، ليؤكد - بما لا يدع مجالا للشك - بأن (الهلال لا يغيب).. وبأنه أيضاً (يفتح النفس).. نعم.. ليست هذه هي المرة الأولى التي أتغنى بهذا الفريق الفريد.. صاحب الإنجازات الكثيرة والكبيرة.. ولكنني اليوم أقول لكل من يتلذذ بـ (خسوف) الهلال: (اتركوا التعصب واستمتعوا بالجمال).. إنها كرة القدم.. لا بد أن تفهم أسرارها وتتذوق فنونها لكي تستمع بها. ثلاث وخمسون بطولة تبدو قابلة للزيادة.. لا تمسكوا الخشب.. واذكروا الله الواحد الأحد. ليس الحظ وحده من يحب الهلال.. كل متذوق لكرة القدم لا بد أن يحبه.. لأنه يقدم (المتعة) بهذه الأجيال المبهجة المتجددة.. كما أن (الشلهوب) ليس وحده (الموهوب).. ولكنه (السجع) يمنحه (الصفة) بلا (تورية) ولا (تشبيه).. نعم.. هناك قائمة طويلة من الهلاليين الموهوبين مروا طوال تاريخ الزعيم ولن يكون آخرهم سلطان البيشي وسلمان الفرج ومحمد القرني والفنان العابد و(الفلتة) القادمة في الكرة السعودية سالم الدوسري.. لن يكون هؤلاء وحدهم من يرسمون صورة الهلال ومستقبله.. هناك قائمة جديدة من لاعبي الأولمبي والشباب سنراهم تباعاً.. ولن نملك بعد سوى أن نكتب للإبداع بكل ألوان (المحسنات البديعية) سجعاً وطباقاً وجناساً وتشبيهاً وتورية!.. ما أجمل هذه المواهب الهلالية.. صدقاً.. دعوا التعصب.. واستمتعوا بـ (الهلال). كبير يا هلال ويا محلى جمالك زعيم وصعب من يرقى مكانك ثلاث وقبلها خمسين صارت بطولاتك ويا ماكثر غلاتك جماهيرك بحر يضحك بنورك أكيد البحر ما يلقى حلاتك يقولون إنك مدلل.. ليش تزعل؟ تدلل.. منه بس سوى سواتك؟ هذا ما جادت به قريحة أحد الشعراء المحايدين في الزعيم.. فماذا يا ترى سيقول الشعراء الهلاليون وعلى رأسهم الرئيس الشاعر عبد الرحمن بن مساعد؟.
