|


سعد المهدي
غرف الأخبار
2012-02-20

كل ما يمكن أن تفعله أمام ازدحام الفضاء بأخبار ما يجري في سوريا مثلاً أن تدير ظهرك لخطاب المحاماة الذي يتبناه المحللون السياسيون الذين يظهرون للتعليق على هذه الأخبار . السبب في ذلك أنه من غير المقبول أن تستسلم إلى مرافعات على أنها قراءة وتحليل إذ أن الأمر مختلف جداً ولابد من احترام عقول المتلقين وأيضاً مشاعرهم فليس بالهين تمرير أكاذيب والبناء عليها لأن الاستنتاج سيكون بطبعية الحال مربوطا بالمعلومات ولأنها غير صحيحة وأن هناك ما يقدم وهو غير حقيقي ولابد له من خلق مشكلة أخرى أعقد، فالأمر كان يحتاج إلى التحليل والقراءة للوصول إلى أقرب نقطة لواقع ما يحدث أو سيحدث وليس بغرض الدعاية لشيء ما ربما أنه غير موجود أصلاً. ذلك كله معروف وبديهي للمتخصصين أو حتى للمتابعين العاديين إلا أن المشكلة تكمن في القدرة على تخليص الحالتين من بعضهما وهذا قد لا يستطيع فعله إلا من كان يملك في الأصل المعلومات ومن مصادر متعددة مما يعظم من أهمية دور القائمين على غرف الأخبار في القنوات الفضائية في حسن الاختيار للأسماء والعقول والخبرات الذين يتم استقطابهم للحوارات والمداخلات، كذلك تحرير هؤلاء المسؤولين عن صناعة نشرات الأخبار وما يدور في فلكها من البرامج من التبعية والاصطفاف خلف تيار أو جهة بغرض دعمها في تنفيذ مشاريعها. لعل استقلالية القنوات الإخبارية الذي لا يمكن له التحقق أمر أقل ضررا من الاعتقاد أن هناك قناة مستقلة بالفعل إذ من المهم جداً أن يعي المتلقي أن ما قناة عربية أو غربية إلا ولها سقف لا تتجاوزه ومساحات لا تخرج عنها وإن مظاهر الاستقلالية والحياد وما يقال عن المهنية الصرفة فإنها أمور يتم التعاطي معها بحسابات ما يمكن ولا يمكن وما يجوز ولا يجوز وما يرضي ولا يرضي. تابعوا كل ماله علاقة بما يسمى الربيع العربي وتداعياته وحاولوا قراءة الذي حدث كيف تم وإلى ماذا انتهت حتى الآن وما بين هذا وذاك الأدوار التي لعبتها غرف الأخبار هنا وهناك وتخيلوا مثلاً لو كان عالمنا العربي لازال يعيش على محطاته التلفزيونية الرسمية أو ليكن السؤال هل لو أدارت المحطات الإخبارية ظهرها لشرارة ما حدث فهل كان فعلاً الشعب يريد إسقاط النظام أم كان سيظل بالروح بالدم نفديك وأيهما الشعار الذي كان اختياره له لا أقول نافعاً ولكن أيضاً يمثله ويتوافق مع تركيبته وما يقوله ويمارسه عفوياً دون إجبار دولة أو املاءات إعلام ... للحديث صلة.