|


سعد المهدي
شاشة ومايك - الثقة في الإعلام الجديد
2012-02-26

في استقصاء شركة يوغوف يناير الماضي قالت الشركة إن نتائج الاستقصاء الذي أجرته على 30 ألف مستخدم لوسائط الإعلام الجديد في دول الشرق الأوسط كشفت أن واحدا من كل خمسة أشخاص يثقون بالمعلومات الواردة على مواقع الإعلام الجديد (فيس بوك وتويتر والمنتديات والهواتف النقالة وغيرها...) أي أكثر مما يثقون في المعلومات المذكورة في الإعلام التقليدي وإن 48 % يدخلون على الإعلام الجديد من خلال الهواتف النقالة فيما يستعمل 47 % الإنترنت من أجل البحث عن برامج تلفزيونية ومشاهدتها عبر وسائط الإنترنت مثل (اليوتيوب) . الثقة في ما ينقل بواسطة أدوات الإعلام الجديد بدأت تتعزز وهذا مهم وقد يكون مفصليا في معركة الجديد والقديم فأكثر ما يراهن عليه الذين يقدمون محتواهم الإعلامي بواسطة الصحيفة المطبوعة وشاشة التلفزيون والراديو هو ثقة المستخدمين في مصداقيتهم ومسؤولية وأمانة الكلمة وخضوع ما يرسلونه للمستخدم لأنظمة مراقبة ومحاسبة ترسخت مع الزمن وبات لها ضمانات من خلال قيم وأدبيات تحتاج وسائط الإعلام الجديد إلى فترة زمنية غير معلومة للوصول إلى مثلها. لكن الأهم أن الثقة بدأت تتنامى عند مستخدمي الوسائط الجديدة للإعلام وهذا مهم وسيكون من الضروري ظهور جهات تشريعية ومؤسسات تنتزع شرعية فرض أنظمة وضوابط تنظم مخرجات هذه الوسائط سواء كان الاستخدام من أفراد أو جماعات لأنه بذلك سوف تسرع من ازدياد أهميتها وقيمة ما تقدمه بالذات وأنها ستكون مطابقة لطبيعة هذه الأدوات ومتوافقة مع تطورها السريع وهو الأمر الذي سيضمن لها المنافسة الحقيقية للأدوات القديمة وربما يحقق لها تجاوزها وجعلها مرحلة من الماضي. إن صناعة أجهزة التلفزيون في خطر شديد لأننا أصبحنا نشاهد قنواتنا المفضلة من خلال الهواتف الذكية وغيرها من الوسائط الأخرى وأن الصحافة المطبوعة سبقت هذه الصناعة في الوقوع في مرمى سهام الثورة التكنولوجية بعدما أصبحنا نقرأ الصحف والمجلات أيضاً بذات الطريقة إلا أن ما يجب تفهمه هو أن الذي في خطر هو جهاز التلفزيون نفسه وليس العقول التي تصنع وتنتج البرامج التلفزيونية كذلك الحال بالنسبة للصحافة وهذا ما يتم أحياناً تجاهله؟!