|




حمود السلوة
شوية كلام ـ اجلسوا في بيوتكم أحسن لكم
2012-03-01

أقدر تماماً حجم الجهد والعمل الكبير الذي تقدمه اللجنة الرئيسية للحكام باتحاد كرة القدم السعودي، وأحترم كل الزملاء والأصدقاء والأساتذة داخل اللجنة، وأقدر لهم كثير من الخطوات الإيجابية التي يقدمونها ومنها (اللقاء الشهري) أو (ورشة العمل الشهرية) التي تواجه فيها اللجنة حكامها بكثير من الشفافية والوضوح والمواجهة الصادقة والصريحة بهدف تحسين أداء الحكام. ـ لكنني كمتابع أتحفظ كثيراً بصراحة على اللغة واللهجة غير الجيدة التي خاطب فيها نائب رئيس اللجنة زملاءه الحكام في القاعة بطريقة غير مقبولة. حين قال: "اللي ما عنده استعداد يطبق التعليمات لجلس في بيته أحسن له". ـ مثل هذه اللغة واللهجة بصراحة ليست لغة مسؤول يفترض أن يكون خطابه مهذباً وعباراته وألفاظه ومفرداته منتقاة وراقية ومقبولة ومحببة للنفس، وليس فيها تجريح لمشاعر زملائه الحكام. ـ فهؤلاء الحكام لهم قيمتهم الإنسانية والاجتماعية والوظيفية، ففيهم الضابط العسكري ومدير المدرسة والمعلم ومدير الإدارة والأكاديمي والجامعي ورجل الأعمال، ومسؤولون في كثير من قطاعات الدولة. الشاهد أن ثقافة من يقول: "يجلس في بيته أحسن له" غير مقبولة من مسؤول يخاطب الضابط ومدير المدرسة والجامعي والأكاديمي بهذا الأسلوب وهذه الطريقة غير الجيدة. ـ فقيمة الحوار الفني والمثالي كانت بصراحة غائبة تماماً، إذ لم تكن ثقافة "يجلس في بيته أحسن له" لغة حكم دولي قدير وصاحب خبرة وتجربة دولية بقيمة ومكانة نائب رئيس اللجنة، فخطابه غير الجيد أمام زملائه الحكام وأمام وسائل الإعلام فيه صراحة "تشويه" لهذا اللقاء الشهري وفيه "تخريب" لقيمة الحوار الفني المطلوب. ـ فلغة ولهجة ذلك الخطاب كانت بصراحة بعيدة عن الذوق العام وآداب التخاطب المثالي المطلوب بين المسؤول وحكامه الذين كانوا "مندهشين" من تلك اللغة. ـ أريد أن أقول أيضاً: إن مهارات الاتصال المثالية بين الأب وأبنائه، والمعلم بتلاميذه، والعسكري بأفراده، والمدرب بلاعبيه، والطبيب مع مراجعيه، والمدير بموظفيه، لها محددات وضوابط مرتبطة بالذوق العام، واحترام مشاعر الآخرين، وتوفير الأمان النفسي والمعنوي، فهي أولى محفزات القبول والتجاوب والتفاعل مع الآخر. ـ أما إذا استمرت لجنة الحكام الرئيسية بمخاطبة حكامها من خلال ثقافة "كل واحد يجلس في بيته أحسن له"، فالأولى أن يجلس آخرون في بيوتهم أحسن لهم، وهو الخيار الأنسب، أو أن يحسنوا من خطابهم ولغتهم ويحترموا مشاعر زملائهم الحكام من خلال توفير بيئة حوار راقية تنسجم صراحة مع قيمة ما يقدمونه من جهد وعمل ورغبة قوية في تحسين أداء الحكم المحلي وتقليل أخطائه. ـ أتطلع في النهاية وفي أول لقاء شهري قادم أن تعتذر لجنة الحكام الرئيسية لحكامها عن لغة ولهجة الخطاب الحاد الذي خاطبت فيه اللجنة حكامها في آخر لقاء شهري. كاتب رياضي