تقديم الأمير نواف بن فيصل مع أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم لاستقالتهم قرار تاريخي يستحق الوقوف عنده كثيراً. فما قام به الأمير الشاب يدل على أنه يقدر المسؤولية حق قدرها. فالخسارة من أستراليا رغم أنها قاسية إلا أنها كانت متوقعة وليست مفاجئة، وكان بإمكان الأمير نواف أن يتخذ عدة قرارات شكلية تمتص غضب الشارع الرياضي ليس من بينها الاستقالة. ولكن الأمير نواف أصر على تحمل مسؤولية الإخفاق بنفسه دون أن يرمي المسؤولية على جهات أخرى معلناً بشكل صريح أنه لن يرشح نفسه لرئاسة الاتحاد من جديد. هذا الفكر هو فعلاً ما نحتاجه ليس فقط في الرياضة ولكن في كل مناحي الحياة. فواحدة من مشاكلنا الأزلية أننا نلهث خلف السلطة والمنصب ولكننا لا نريد تحمل مسؤولية النتائج السلبية. لذلك نرمي المسؤولية على جهات أخرى ونشركها في الفشل لكي نتملص من تحميل أنفسنا تبعات الفشل. هذه الاستقالة رغم شجاعة من اتخذها ورغبته الصادقة في إفساح المجال لقيادات جديدة إلا أنها كشفت في المقابل تمسك عدد قليل من الأعضاء المستقيلين بالسلطة وكأن الاستقالة لم تشملهم أو فُرضت عليهم فخرج نفس التمسك بعضوية الاتحاد رغم حله واضحاً في تعليقهم على الاستقالة. أكثر ما أثار غضب الشارع الرياضي هم الأعضاء الذين ما يزالون يأملون في العودة من جديد (بشكل يثير الشفقة) للاتحاد بل إن منهم من يطمح برئاسة الاتحاد، مركزين على شرطي خبرة العشر سنوات في المناصب المحلية والإقليمية والعالمية وإجادة اللغة الإنجليزية متناسين أن الوسط الرياضي بكل شرائحه يحملهم هم بالذات سبب الإخفاق قبل رئيس الاتحاد وإدارة المنتخبات والمدرب.