يا ويلهم من الله.. هؤلاء الذين ما فتئوا يدغدغون مشاعري، ويعيدونني إلى الوراء كلما عزفت هواتفهم الجوالة أنغامها المبرمجة. يا ويلهم.. لقد أعادوني إلى زمن ولى غير محسوف عليه وأوقظوا عندي كلمات وأنغام حفرها الزمن والمعاودة فأضحت جاهزة ومبرمجة كأنغامهم. هذا زمن الطرب.. زمن (المزيكا). إذا كنت مثلي ممن التقطت مسامعه وتغلغلت في وجدانه الأغنيات فإنك لن تجد صعوبة في تمييز تلك الأنغام المنطلقة من الجوالات.. وليس ببعيد أن تجد نفسك تدندن بالغناء معها: (كفاني عذاب الله يجازيك بأفعالك!).. أقولها لهم، وليس للحبيب الموهوم الذي دغدغني به الغناء، وأحرمني به المنام؛ قبل أن أكتشف أنه زيف مدهش ليس له سوق عند أهل الذوق. الحبّ.. وما أدراك ما الحبّ. مع كل دقة جوال.. يدق قلبك.. وتنطلق الموسيقى.. وتردد معها: (كفاني عذاب الله يجازيك بأفعالك). إنها أفعالك أنت. يا ويلك من الله.. لقد فتنتني يا رجل.. حتى في المسجد أراك تلاحقني بأفعالك. خلتك من هذا الجيل (الملوّن)، قبل أن يظهر لي أنك من زمن الأبيض والأسود. لعلي تماديت. إذاً قل لي: من ظلمك، وجعلك تختزن هذا الرد.. تشتكي به؟. لا تغضب.. حتى أنا يا صاحبي من جيل الأبيض والأسود.. والدليل أنني كنت أردد كل ما دق جوالك: (كفاني عذاب الله يجازيك بأفعالك). الله يهديك.. أفضل كلمة نقولها كلما دق جوالك.. ويا صاحبي كفى.. وكفاك ما كفاني.