لازلت أعتصر مرارة الخروج المخيب للآمال لمنتخبنا الوطني من التصفيات التمهيدية الآسيوية، وقد تضاعف شعور المرارة مع متابعة قرعة التصفيات النهائية للمنتخبات العشرة التي لم يغب عنها المنتخب السعودي منذ عقود، وفي تلك الأثناء مر أمام عيني شريط الدقائق الخمس المجنونة بين إضاعة الشمراني للكرة العرضية داخل خط الستة وكرة الهدف الرابع التي لعبها الموسى بطريقة خاطئة، فكان السؤال: سألت الصغار قبل الكبار: كيف ينبغي أن يتعامل “الشمراني” مع تلك الكرة العرضية؟ فقال الجميع: “بباطن القدم اليسرى”، وسألتهم: ما الطريقة المثلى لتخليص “الموسى” لكرة الهدف الرابع؟ فرد الجميع: “بظاهر القدم اليسرى إلى خارج الملعب”، ويقيني أن المحترفين “الشمراني ,و الموسى” سيجيبان بنفس الإجابة البديهية، فالمشكلة كانت في “عدم التوافق الذهني البدني” فكانت الأخطاء وكان الخروج. في الظروف الطبيعية وحين يكون التركيز الذهني عالياً، يكون “التوافق” في أفضل حالاته فتنطلق الإشارات والأوامر الذهنية لتنفذها العضلات والأعضاء بشكل منطقي يحقق المطلوب، وسيخبركم المتخصصون بآلية صدور الأوامر وكيفية الإستجابة لها، وأهمية “التوافق الذهني البدني” الذي يحدد الفارق بين التصرف الصحيح والخاطئ في شتى شؤون الحياة وخصوصاً الألعاب الرياضية. في رأيي المتواضع أن نكسات الكرة السعودية في السنوات الأخيرة تعود إلى أسباب عديدة أهمها غياب التركيز في اللحظات الحاسمة، وعلينا أن ندرس مسببات غياب التركيز ونعطي المختصين فرصة العمل على زيادة “التوافق الذهني البدني” لأنه يشكل الفارق بين تسجيل المهاجم للهدف أو إضاعته، بين إفساد المدافع لهجمة الخصم أو زيادة خطورتها، باختصار “التوافق الذهني البدني” يعني الفارق بين النجاح والفشل، ولذلك يجب أن نهتم بتنمية هذا الجانب في نجوم يقبضون الملايين ولا يحققون طموح الملايين. تغريدة – tweet: NLP “البرمجة اللغوية العصبية” علم أسسه كل من “باندلر & قريندر” عام1973م، يتحدث عن العلاقة بين اللغة والعقل، وكيف يمكن للكلمات أن تؤثر في العقل بشكل إيجابي أو سلبي فتؤثر على ردود الفعل والنتائج، وقد قام عدد كبير من العلماء ومراكز الأبحاث بتطبيقات هذا العلم على شتى شؤون الحياة ومن أهمها المجال الرياضي، وقد أمضيت ساعات أقرأ في مقالات عن تأثير “البرمجة اللغوية العصبية” على أداء الرياضيين، ويقيني أنها جزء من الحل .. وعلى منصات التوافق نلتقي...