اليوم الأربعاء 21 مارس يسميه العالم “يوم الأم” حيث يبادر الأبناء والبنات بشراء الهدايا لأمهاتهم ودعوتهن للعشاء، ونحن كمسلمين يوصينا الدين بأمهاتنا فطريق الجنة تحت أقدامهن، ومن جميل المصادفة ان 21 مارس هو “يوم الشعر العربي”، ولذلك تذكرت أمي بقصيدة الشريف الرضي التي منها: أبكيك لو نقع الغليل بكائي وَأقُولُ لَوْ ذَهَبَ المَقالُ بِدائي وَأعُوذُ بالصّبْرِ الجَميلِ تَعَزّياً لَوْ كَانَ بالصّبْرِ الجَميلِ عَزائي ما كنت اذخر في فداك رغيبة لو كان يرجع ميت بفداءِ قَدْ كُنتُ آمُلُ أنْ أكونَ لكِ الفِدا مِمّا ألَمّ، فكُنتِ أنْتِ فِدائي ومن يعرفني يعلم أن “جدتي لأمي” هي أمي الثانية التي لفظت أنفاسها الأخيرة بين يديّ في بيت والدي حفظه الله، ولأنه “يوم الشعر العربي” فلابد من الاستشهاد بصديقي “المتنبي” الذي كتب رثائية في جدته لأمه أختار لجدتي منها: أحن إلى الكأس التي شربت بها وأهوى – لمثواها - الترابَ وما ضمّا بكيتُ عليها خيفةً في حياتها وذاق كلانا ثكل صاحبه قِدما وما انْسَدَّت الدنيا عليَّ لضيقها ولكنَّ طَرْفًا لا أراكِ به .. أعمى فوا أسفا ألا أُكِبَّ مقبِّلاً لرأسِكِ والصدرِ اللَّذَيْ مُلِئا حزما ما أسعد من يعيش اليوم في كنف أمه وجدته، فهي نعمة لا يعرفها إلا المحروم مثلي، فلا أملك إلا أن أوصيكم بأمهاتكم خيراً، ومن فقد أمه فعليه ببرها بالصدقة وكفالة الأيتام والدعاء، ولأن الأبيات للمتنبي فلابد من بعض الفخر: وإنّي لَمِنْ قَوْمٍ كأنّ نُفُوسَهُمْ بها أنَفٌ أن تسكنَ اللّحمَ والعَظمَا كَذا أنَا يا دُنْيا إذا شِئْتِ فاذْهَبي ويا نَفسِ زيدي في كرائهِها قُدْمَا فلا عَبَرَتْ بي ساعَةٌ لا تُعِزّني ولا صَحِبَتْني مُهجَةٌ تقبلُ الظُّلْمَا تغريدة – tweet: سيقول البعض بأن كل الأيام للأم وسيذهب البعض لتحريم تخصيص يوم لها، ولن أجادل هؤلاء ولا أولائك، وسأكتفي بالقول: إن العالم يحتفل اليوم بالأم ويخصص لها يوماً يميزها في نشرات الأخبار ومحلات الهدايا والبطاقات والمطاعم وغيرها، فمن أراد أن يفرح قلب أمه في هذا اليوم مع أمهات العالم فالمقال للتذكير، ومن لم يرغب أقول له كلمة محمد النويصر الشهيرة: “بصرك” .. وعلى منصات البر بالأم نلتقي...