استمر الهلال والنصر في التنافس داخل الملعب وخارجه منذ وعيت على الدنيا. كان التنافس بين الفريقين يعطي للكرة السعودية لمعة جميلة. كنا ننتظر المباراة أسابيع ونتحدث عنها شهوراً ولكن النصر تخلف عن الركب وخرج عن المسار وأصبح فريقاً عادياً لا يستطيع المنافسة ليس فقط على البطولات بل إنه وصل لدرجة أنه لا يستطيع المنافسة حتى في مباريات الديربي مع الهلال. فأصبحت مباراة الهلال والنصر مباراة عادية نتحدث عنها كما نتحدث عن أي مباراة أخرى لأننا نعرف النتيجة مسبقاً فلا مكان للمفاجآت. المستويات التي يقدمها النصر اليوم أحزنت حتى الهلاليين وجعلتهم يشفقون على هذا الفريق الذي لا يملك شيئا واحدا يدعو للتفاؤل. مشكلة النصر ليست في أن حاضره سيئ بل إنه لا بصيص أمل في مستقبل أفضل. فنوعية اللاعبين الموجودين في الفريق لا تبشر بأن الفريق يمكن أن يقدم أفضل مما يقدم الآن. النصر بحاجة للعودة للواقع والتخلص من الكلمات الكبيرة التي ترددها الإدارة النصراوية. فالعالمي وجمهور الشمس وغيرها من الألقاب التي تسبب الضغط على اللاعبين والمدربين وترفع سقف التوقعات إلى السماء هي ما أوصل النصر لما وصل له. فالإدارة النصراوية لو تعاملت بواقعية مع فريقها واعترفت بأن النصر اليوم ليس نصر أمس وعملت على بناء الفريق من الأساس لأمكن للنصر أن يعود لأنه يملك تاريخا كبيرا وجمهورا كبيرا. فالتاريخ والجمهور يجب ألا يستخدما للضغط على الفريق ومطالبته بما لا يملك. التاريخ والجمهور لا يصنعان فريقاً.