حتى الآن لا أجد الشباب في الوسائل الإعلامية الجديدة، الأسماء هي نفسها كذلك الأفكار والاتجاهات، الكل يطالب بإحلال وجوه جديدة تتصدر المشهد الإعلامي لكن لا أحد يشترط أن لا تكون صورة كربونية لسابقيهم مع أن الأمر إذا كان كذلك (أي صورة كربونية) فمن الأفضل أن يستمر الأصل حيث لا فائدة من وجود الصورة. الصحف الإلكترونية تعيد إنتاج المادة الصحفية الحالية (المطبوعة) والأسماء التي تدير التحرير وتوجهه تمارس العمل بذات الفكرة والرؤية والأدوات، ما اختلف هو أن تطالع هذه المادة من خلال الورق أو من شاشة الكمبيوتر أو هاتف ذكي حتى مع (التحديث) لا تتحقق أكذوبة الإعلام الجديد، إذ لم نلحظ جديداً غير الوسائل وتلك لا علاقة لها بالشباب أو غيرهم، هي نتاج مخترعيها وفخر صانعيها ومطوريها. كل الوسائل الجديدة يسيطر عليها غير الشباب، تابعوا المدونين أو المغردين كلهم أسماء معروفة وما لم تكن على الأرض قبل هذه الوسائط لما كان لها هذا الحضور ولما التفت أحد إليها، وهنا الأمر لا يسجل أي اعتراض على الاستخدام أو التقليل من أهمية الأدوات المستخدمة ولكن على محاولة ربط ذلك بالشباب وهو غير صحيح وإعطاء من يتعاطى معه جواز المرور إلى العالم الجديد وهو لازال يعيش في الماضي. أرى أن الأفكار الخلاقة في العمل الإعلامي التي كان ينتظر أن ينتجها المستخدمون والمستفيدون من هذه الوسائل لم يتحقق، وتوظيف هذه الوسائل لتصحيح أخطاء وسائل الإعلام التقليدية لم يتم، وتقديم صورة مبشرة بإعلام وإعلاميين جدد يقودون المرحلة لا وجود له بكل أسف، فالجعجعة لا تنتج طحيناً والعلقة لا تصنع رأياً. مغردو الساحة الرياضية والإعلامية وأصحاب الصحف الإلكترونية كلهم جيل قديم لهم كل الاحترام على مبادرتهم لاحتلال موطئ قدم في هذا العالم، لكن عليهم مسؤولية التأسيس لفكر ومنهج وأسلوب جديد ومختلف يتخلص من أخطاء الماضي. رئيس التحرير