بصراحة لم أكن أرغب بالعودة والحديث عن موضوع الرائد والاتفاق لأن دور الكاتب ليس إصلاح الكون، فالأفضل أن تطرح رأيك مرة ولا تقاتل عليه وللقارئ الحكم، فالناس لها عقول وتميز بين الصح والخطأ شريطة الابتعاد عن الميول والتعصب الممقوت، وعندها سيشاهد الحقيقة كما هي.. هناك جماهير قليلة خبرة في التعاطي مع الأحداث والوقائع التاريخية رغم التغيرات التي صاحبت العالم والانفتاح الإعلامي بحرية الرأي والمشاركة الجماهيرية والشعبية في اتخاذ القرار وأصبح أي شخص لديه القدرة على أن يوصل رأيه بحرية وسرعة دون قيود والأندية صارت تحاسب إداراتها وتنتقدهم وأحياناً قد يتعرضون لهجوم وضرب من قبل جماهيرهم وفي الأندية الجماهيرية يكون الرئيس على صفيح ساخن دائما وعليه التحرك وجلب اللاعبين وتحقيق النتائج الإيجابية وإلا تعرض للهجوم القاسي، أما الأندية التي ليس لها أي جماهير أو تعتبر جماهيرها أقلية فرؤساء تلك الأندية يفعلون ما يريدون ويتخبطون دون أن يكون عليهم أي ضغوط أو انتقادات ولهذا تجدهم ينامون في العسل ومن أبرزهم عبدالعزيز الدوسري رئيس الاتفاق الذي لا يسافر مع فريقه ولا يرافقهم بل يشاهدهم عبر الشاشة إما في منزله أو مع الأصدقاء ولم نشاهده يدفع من جيبه كما في الأندية الأخرى أو يستقطب لاعبين متعوب عليهم يمثلونه، كل الذي يفعله الرئيس الاتفاقي أن يأتي بعد كل مباراة وهو في كامل أناقته ويصرح للقنوات ويدخل ناديه أحياناً في مشاكل كثيرة بسببها، والذي ساعد الدوسري على هذا اختياراته لأعضاء مجلس إدارته فهو يختار من يوافقونه على الحلوة والمرة الرأي رأيك والشور شورك، وقد اكتشفت من خلال الردود التي تبناها بعض أعضاء مجلس الإدارة الاتفاقية في التويتر قلة الخبرة وعدم الجدية في تناول القضايا بالإضافة إلى الخروج عن مناقشة لب الموضوع، ويبدو أن أعضاء مجلس إدارة الاتفاق يتوافقون مع فكر رئيسهم الذي اختارهم بعناية فهل نضب المعين الاتفاقي من أبنائه من الرجال الذين يمكن لهم إعادته لسابق عهده مضربا للمثل في المثالية، فالعيون الاتفاقية قد غيبتها غشاوة المجاملات وأظن الوقت حان لتجديد الدماء في المشهد الاتفاقي الذي كادت إدارته باستعجالها أن تؤدي به إلى الهبوط إلى الدرجة الأولى عندما قالوا الناس ولجنة المسابقات وجماهيرهم بإلغائهم الحجز وادعائهم أنه لا يوجد حتى يستعد للرائد جيدا وهذا ما حصل فالاتفاق تتحسن ظروفه والرائد يخرج من الديربي بنقص وظروف ولو أن المطوع استمر في رفع القضية إلى (فيفا) لهبط الاتفاق وسحبت نتائجه وأراهن على ذلك، فالمحكمة الدولية ليس لديها فروقات بين الأندية كما يحدث لدينا من مجاملات كما حصل من مجاملة غريبة للاتفاق على حساب الرائد، وقد حاول الرئيس الرائدي التعاطي مع الموقف بطيبة مع أن المطوع ليس من حقه أن يتنازل عن حقوق الرائد التاريخية التي يكفلها له النظام، فالرائد كيان ليس من أملاك المطوع حتى يتنازل عن القضية بهذه البساطة، وكان عليه التريث قبل إصدار التنازل الذي حرم الرائد ثلاث نقاط والقادسية البقاء.. تنازل المطوع بهذه الطريقة تسبب بإحباط للرائديين الذين يريدون رئيسهم أكثر صرامة في الحصول على حقوقه المسلوبة.