|


د. حافظ المدلج
لا للشماتة
2012-04-28

أتذكر دائماً والدتي (رحمها الله) وهي تستخدم الأمثال العربية والشعبية لإقناعي بترك بعض العادات السلبية، ومنها الشماتة بالخاسرين والعزف على جراحهم وأحزانهم، فكانت تقول: “لا تعاير أخيك يعافيه الله ويبتليك”، وتضيف: “الهزوة بلوى” وهو حال الكثيرين منّا اليوم في التعاطي مع نتائج مباريات كرة القدم المحلية والعالمية، فنبالغ في الفرح بالفوز والشماتة بالخاسر وكأنها المباراة الأخيرة، متناسين أن الدنيا تدور وأن “الكورة مدوّرة” وفائز اليوم خاسر الغد، والشامت مشموت به في القريب. أقول ذلك وقد تطورت أنواع الشماتة مع تطور وسائل التقنية وقنوات التواصل الاجتماعي، ففي أيام الوالدة – جمعني الله وإياها وأنتم ومن تحبون في جنات النعيم – كان الكلام المباشر وسيلة الشماتة الوحيدة حين نلتقي وجهاً لوجه مع من نريد الشماتة به وكأنها مواجهة واحد لواحد، إلا إن جمعنا مجلس كبير في مناسبة تعقب المباراة بوقت قصير لم تبرد فيه حرارة النتيجة. ولكننا نعيش عصراً تتطور فيه وسائل نقل المعلومة وإيصال الشماتة بشكل يجعل الحكيم حيران، فعدد مستخدمي فيسبوك أكثر من 901 مليون مستخدم، بينما أكثر من 140 مليون يغردون في تويتر بحسب موقع “وكيبيديا”، بينما يؤكد موقع “ميديا بيسترو” أن المستخدمين الفعليين لفيسبوك سيصل المليار، ونصف المليار سيغردون في تويتر بنهاية العام الحالي2012، وهناك موقع جديد يقال إنه الأسرع انتشاراً في جذب المشتركين اسمه pinterest وقريباً سيطلق موقع سعودي اسمه beenod أتمنى أن يحقق نجاحاً مماثلا، وبيت القصيد أن تبادل المعلومات أصبح سريعاً بلا حدود. ولذلك فإن أسلوب وتأثير الشماتة أصبح أكبر وأسرع، مما يعني زيادة التوتر وحدّة التشنج التي قد تؤدي (لا سمح الله) للبغضاء والتنافر بين مجتمع نسعى جميعاً لوحدته، وقد ظهرت أبشع صور الشماتة في الأسبوع الماضي الحافل بالمباريات، فهل نتوقف عن الشماتة؟ تغريدة – tweet: شعرت بمضاعفة المسؤولية حين وصل عدد المتابعين لي في تويتر إلى خمسين ألف متابع، وقفز ذهني للعزيز الغالي الشيخ محمد العريفي الذي يتابعه قرابة مليون ونصف المليون وتخيلت عظم المسؤولية التي تقع عليه في كل كلمة يكتبها أعانه الله، خلاصة القول إنني استشعرت المسؤولية وأرجو منكم مساعدتي على أداء الأمانة من خلال الطرح الواعي والنقاش الموضوعي .. وعلى منصات التواصل نلتقي.