لم يستطع الغليان الأحمر الذي لون مدرجات (أزادي) أن يوقف الموج الأزرق القادم من المملكة العربية السعودية لينشر الذعر في الجماهير الإيرانية العاشقة لـ (النار).. وللناس فيما يعشقون (مذاهب).. أما نحن فنشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.. إنه مذهبنا الذي (نعشقه) ولا نحيد عنه ولا نخاف معه أحداً لأنه يحمل (التوحيد) الخالص لله.. وما دمنا كذلك فلن ترهبنا نيران حقيقية، فكيف بنيران قمصان جماهير (كروية)؟! الهلال الذي ذهب إلى إيران لم يكن في كامل جاهزيته.. هكذا يقولون وما أكثر ما يقولون.. ولكن (الزعيم) حضر بقيمته وبفنه الذي لا يغيب ليسكت المدرجات التي كانت تهتف لـ (بيروزي) ولـ (إيران) باللغة (الفارسية).. تركهم يحتفلون بفريقهم الأحمر.. يرقصون له ولـ (النار) قبل أن يبدأ (الإعصار) الأزرق ليسكتهم ويجبرهم على الاستماع إلى (قصيدة) عربية خالصة كانت محملة بكل ألوان (البديع).. (يوسف العربي) الذي لا يتحدث العربية لم يستطع أن يحفظ من قصيدة الهلال الفريدة سوى بيتاً واحداً، رغم أن سلمان الفرج وعبد اللطيف الغنام وسالم وعبد الله الدوسري ورفاقهم كانوا يرددون كامل أبيات القصيدة الهلالية بكل طلاقة وعذوبة وسلاسة.. ولكن ما أنقذ (العربي) أن ذلك البيت كان (بيت القصيد) الذي أهدى الهلاليين الثلاث نقاط التي وضعتهم في الصدارة! كم كنت أتمنى أن يدك الهلال السعودي مرمى بيروزي الإيراني بخماسية أو سداسية.. كم كنت آمل أن يستغل الهلاليون تلك الفرصة السانحة للتفوق الصريح في مجال كرة القدم لأن ذلك التفوق سيعطي دلالة على قدرة الفرد السعودي على التفوق في مجالات عديدة.. حينما خسرنا أمام ألمانيا بـ (الثمانية) الشهيرة علق أحد الغيورين المقهورين: (نحن لم نهزم بالثمانية في كرة القدم، لقد هزمنا بالثمانية في كل شيء).. ولكي تقتنع بما قاله صاحبنا ابحث - يا صاحبي - في متطلبات النجاح وتحقيق البطولات في كرة القدم.. ابحث جيداً واستخدم قدرتك على التحليل لتعرف أن التخطيط والتنظيم مهمان في كرة القدم وأن التمويل والاستثمار أساسيان في كرة القدم وأن الطب والتأهيل البدني والنفسي جوانب مهمة في كرة القدم، وأن الذكاء والقدرات الشخصية وتطويرها أمور تحتاجها كرة القدم.. إن (كرة القدم) تعبر عنك.. تقول للعالم (من أنت)؟.. واسألوا اليابانيين.. كيف أصبحت عندهم صناعة ومنتج عالي الجودة يحتاج إلى عناية مستمرة لتطويره! أعود للهلال وأقول بأنه لم يكن غريباً أن (يتجلى) في سماء طهران ويحول تلك الجماهير الإيرانية الغفيرة من حالة (رفض) الخسارة إلى (قبولها) بعد أن أصابها بـ (الذهول) وهي تنظر إلى جماله.. ولكن الغريب و(غير المقبول) أنه لا يزال (عندنا) من يشكك في (روعة) الهلال وفي (بهاء) الكرة السعودية وتلك (المواهب) الفريدة فيها والتي تثبت أنها ما تزال بخير ولكنها تحتاج إلى إدارة وإعلام واعٍ يبتعد عن التعصب ويتسم بالحياد.. ترى لماذا تتألق الفرق السعودية وتصل للأدوار النهائية فيما يواصل المنتخب خروجه (المذل) من التصفيات الأولية؟.. سؤال طرحه علي الصحفي الجميل (مشعل الوعيل) حينما سعدنا بتواجده بيننا في المنطقة الشرقية.. أما الإجابة فبعضها هنا والبعض الآخر قلته في مقالات سابقة.. وما زال هناك بقية رأي يا (مشعل).. شكراً على السؤال شكراً للهلال.. ولا أنسى أن أقول أيضاً شكراً للأهلي والاتحاد على هذا التفوق الملفت في دوري أبطال آسيا.. شكراً لكم أيها الأبطال.