أتفهم جيدا وبشكل كبير جداً موقف الأمير نواف بن فيصل من موقعه القيادي كرئيس للاتحاد العربي لكرة القدم، وموقعه الرسمي والقيادي كرئيس عام لرعاية الشباب. ـ وأتفهم أيضاً مساحة (الإحراج) التي تحاصر الأمير نواف بن فيصل فيما بين دوره القيادي المحلي والعربي. فالأمير نواف يهمه جداً أن تنتظم روزنامة مشاركات واستعدادات الأندية والمنتخبات السعودية. ويهمه في المقابل (استشعاره) بالدور والثقل الإسلامي والسياسي والاقتصادي والرياضي للمملكة العربية السعودية على المستوى الخليجي والعربي والقاري والدولي. وهو دور يعزز مكانة المملكة في (تفعيل) أنشطة وبرامج ومسابقات وبطولات الاتحاد العربي لكرة القدم. ـ في ذات السياق سيجد الأمير نواف بن فيصل (نفسه) حرجاً كبيرا جداً في حال (ترهلت) أو توقفت برامج وأنشطة ومسابقات وبطولات الاتحاد العربي لكرة القدم نتيجة (بعض) الطروحات والآراء التي لم تتفهم (للأسف) الموقف الإيجابي للأمير نواف بن فيصل بحتمية إقامة (بطولة كأس العرب) من منطلق مسؤوليته (العربية). ـ خصوصا أن الوضع السياسي العربي في هذه المرحلة أو ما تسمى (الربيع العربي) تحتاج فيه الأمة العربية للخروج من مشاكلها وبالتالي هي أحوج ما تكون فيه إلى التضامن والوحدة والالتقاء في ميادين الرياضة. وترتيب هذا البيت العربي المتصدع. وقد تكون (بطولة كأس العرب) أحد مجالات التقارب. وقد يحقق الاتحاد العربي لكرة القدم بقيادة الأمير نواف بن فيصل في (كأس العرب) ما فشلت في تحقيقه (جامعة الدول العربية) بقيادة نبيل العربي. ـ كذلك فإن الأمير نواف بن فيصل يسعى بكل جهد وإخلاص من خلال مسؤولياته (العربية) و(المحلية) أن يوازن فيما بين هذه المسؤوليات بروح العدالة والمساواة، وسعيه الحثيث إلى إيجاد صيغة تحقق الحد الأدنى من التضامن العربي من خلال (الرياضة) وسط هذا (الربيع العربي) الساخن. ـ بقي أن أقول: إذا كانت (جامعة الدول العربية) هي (بيت العرب الكبير). لماذا لا يكون (الاتحاد العربي لكرة القدم) هو (بيت العرب الجميل)؟ حتى لا أقول: (الصغير). البيت الذي يجمع الإخوة والأشقاء على صعيد المنافسات الرياضية الشريفة لإزالة كل مظاهر الفرقة والخلاف والتباعد. فالأمير نواف بن فيصل لا يريد للاتحاد العربي لكرة القدم أن (يتمزق)، بل يريد أن يعمق مقولة والده الراحل الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله): الاتحاد العربي لكرة القدم وجد ليبقى، ويبقى ليتطور، ويتطور ليستمر.