ها أنا أبتعد عن الكرة قليلاً وأقول: لا تقرر شيئاً قبل أن تقنعني.. احترم (فَهمي) و(رغباتي).. حين تغيب (اللمسة الإنسانية) يصبح العاملون (قوالب).. يقدمون منتجاً (جامداً) لا (روح) فيه ولا (إبداع) قد أبدو (حكيماً).. وقد تسموني بـ (الجنون) لأنني أطالب بالتعامل بلطف مع (موظفين) جلهم لا يحبون العمل ينتمون إلى قائمة (X). القياديون وليس الإداريون والفارق ـ كما تعلمون ـ في التأثير واضح.. القياديون هم من يستطيعون أن ينتشلوا العاملين من دائرة الكسل والإهمال إلى آفاق الجد والاجتهاد والدافعية للعمل والإنجاز. حين يمشي المدير متبختراً يتابع خطواته ولا يرى أحداً حوله.. أو نراه متلصصاً يتصيد (عثرات) الموظفين (الكرام) فاقرأوا على الإدارة (السلام) إن كل الموظفين كرام على اعتبار أن جلهم ـ وأقصد بذلك أصحاب المراتب الدنيا ـ يدعون في الخطابات الرسمية بـ (المكرم)، وعلى من يديرهم أن يثبت لهم ذلك القدر وتلك المكانة.. بل ويبادر أيضاً إلى إدخال (السعادة) في نفوسهم أسوة بزملائهم (أصحاب السعادة). الليلة الأهلي يلاعب الهلال في لقاء الخطوة الأخيرة للوصول إلى نهائي كأس الملك للأبطال.. صدقوني لم أنس، ولكن بعض من أحبهم ولا يحبون الكرة أشاروا علي أن أعود إلى كتاباتي الاجتماعية كما ينعتونها، ولا أدري لماذا أخرجوا نشاط كرة القدم من شؤون المجتمع مع كل هذا (الشجن) الذي تحمله والأنس الذي تنشره.. نحن ـ يا أصحاب ـ لسنا (بدعاً) من البشر.. إن الكرة ظاهرة عالمية، ولكننا زودناها ـ ليس حبتين بل أكثر ـ بهذا البث المباشر لحوارات رياضية طابعها العام (السطحية).. تمتد إلى ما بعد منتصف الليل بساعات وتضيع مع أغلب متابعيها صلاة الفجر.. دعوكم منهم ـ يا أحباب ـ وتعالوا بنا نشاهد ما يحدث في الملعب.. صدقوني، أنتم موعودون بـ (تسعين) دقيقة من الفن والإثارة، قد تمتد لأكثر إن عادل الهلال نتيجة شوط الرياض الأول.. والأرجح أن يواصل الأهلي تميزه وينتظر النصر في جدة مع كامل الاحترام والتقدير لـ (فتح) الجبال، فليس من المقبول أن يصل النصر إلى هذه الوضعية المثالية ويضيعها ثم إذا ما انتهت مباراة الأهلي والهلال والفتح والنصر فانتظر مسك الختام بلقاء حبيب الكل قائدنا ووالدنا الكريم النبيل (عبد الله بن عبد العزيز).. ولا تنس قبل أن تنام أن تقرأ شيئاً من (القرآن) تستعين به على الشيطان لتقوم على (الأذان) وتصلي الفجر في المسجد. (الحياة حلوة بس نفهمها).. والكرة أيضاً حلوة بس (نلعبها) وما تكون مجرد (مشاهدة) وسهر وإضاعة للأوقات والصلوات.