ظهرت مؤخرا في الشأن السياسي جملة مصطلحات منها مصطلح (الفوضى الخلاقة)، وهي الفوضى التي تخلق أو تفضي إلى فوضى جديدة. هذا المصطلح الذي طرحته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس عام 2005 ونشرته صحيفة (الواشنطون بوست). هذا المصطلح السياسي (الفوضى الخلاقة) ليس المصطلح الذي يؤدي في النهاية إلى (حال أفضل) بل هو مصطلح (تضليلي) يجعلنا نقبل بالفوضى على أمل (التحسن) بيد أن الكثير من المتابعين والمراقبين لايعرفون (صراحة). هل (الفوضى الخلاقة) (نظرية) أم (مصطلح) أم (مشروع). جملة من المراقبين يرونه (مصطلح) لتعميق (ثقافة التضليل) المستنده على إخفاء (الحقائق) و(النوايا) و(تجميل العيوب) الظاهرة ليس (فقط) في المواقف السياسية. بل حتى في المواقف والقضايا (الرياضية) (مع بعض الفوارق بالطبع) التي تنشأ وتنمو وتتصاعد في ظل حالة (الفراغ الإداري) وحالة (عدم الاستقرار) و(الغموض) في اللوائح والأنظمة والتشريعات. وضعف البناء الإداري والتنظيمي. والشخصية الإدارية. فوسط حاله كحالة (اتحاد كرة القدم السعودي) في هذه المرحله (حتى وإن كانت انتقالية) أو (مؤقتة) تنشأ (أشكال) و(أنواع) من (الفوضى) التي تخلق خلفها (فوضى أخرى) للدرجة التي لاتستطيع (كمراقب) أن تعرف (بكل صراحة) من هو (صاحب المصلحة) في تسويق ثقافة (الفوضى الخلاقة) حتى وجدنا أنفسنا (كمتابعين) محاصرين بمعاني ومضامين ودلالات هذا المصطلح السياسي الذي من الممكن (إسقاطه) على حالة (اتحاد كرة القدم السعودي) في هذه المرحلة تحديدا. وفي سياق آخر. يقول الكاتب الأردني (حسن أبوهنيه) إن (الفوضى الخلاقة) هي أهم المفاتيح التي أنتجها العقل الاستراتيجي في التعامل مع القضايا بشكل عام. وهو (مصطلح) تمت صياغته بعناية فائقة من قبل النخب الأكاديمية وصناع السياسات. لأن (حالة الاستقرار) في (موقع) معين قد يكون (عائقا) أساسيا أمام مصالح لأطراف أخرى. وبأدوات أقلها (تهييج) الشارع الرياضي. وتأجيج (المشاعر السلبية) بين الناس وتضليل الرأي العام. وتوظيفها لتوسيع دائرة هذه (الفوضى الخلاقة) إلى فوضى (أكبر) و(أعم) و(أشمل) لمزيد من (التخريب) و(الإرباك). فوسط هذه (الفوضى) وحالة عدم (الاستقرار) الاداري والتنظيمي والقانوني داخل منظومة رياضية (عملاقة) بحجم (اتحاد كرة القدم السعودي) تبدو فرص الانفراجات والحلول محتاجة إلى (تركيبة) منسجمة ومتناغمة في الفكر والسياسات والتوجهات. (تركيبة) تمتلك الخبرة والتجربة والتخصص بدلا من (كوادر) محاصرة بالتعصب والميول والانتماء. (كوادر) تمارس العمل الرياضي بفكر وعقلية (المشجعين). ناهيك عما تفرزه المرحلة الحالية من صراعات وإقالات واستقالات و(انفلات) قانوني. لهذا نجد حتى اتحاد كرة القدم السعودي الحالي (المؤقت) أو (المكلف) لم يكتسب بعد الشرعية (القانونية) و(الانتخابية) فهو يدير العمل داخل اتحاد كرة القدم بصلاحيات ومعايير حكومات (تصريف الأعمال). فالوقت لايساعد اتحاد الكرة الحالي. و(الفوضى) لم تأت من الأندية. بل من داخل لجان اتحاد الكرة. هذا الاتحاد (العملاق) الذي بدأت شخصيته (تتشظى) وهيبته (تضعف) من خلال سيناريوهات يومية مربكة داخل لجان الاتحاد. ومملة ومحبطة. وكأن العمل داخل اتحاد الكرة لن يفضي مستقبلا إلا نحو مزيد من (الإرباك). بقي أن أقول: إنني من هذا المنظور لست متشائماً. لكنني في المقابل لست متفائلا ما لم يكن هناك (مشروع) إصلاحي. يبدأ بإعادة هيكلة اتحاد الكرة من الداخل إن كان على مستوى (الأمانة العامة) أو على مستوى (لجان اتحاد الكرة).