نعم.. إنه الأهلي.. إنه (الملكي).. إنه (الأول) هذا الموسم بشهادة من يفهمون في الكرة ويتذوقون طعمها، وعلى مائدة الأهلي أنت على موعد مع وجبة دسمة من الفن والمتعة.. (وعلى حبة حبة يآكلك).. يشبع نهمك لكرة قدم (هجومية).. إن أردتها (لاتينية) فهي كذلك بتلك التمريرات البينية القصيرة الذكية أو رأيتها (أوروبية) فهي أيضاً تعتمد على القوة البدنية واللياقة العالية والكرات الطولية.. والأصح أنها (أهلاوية) سعودية لـ (سفير فوق العادة).. ذهب إلى إيران بعد أن أسقط (الهلال) في نصف نهائي الأبطال ليلاقي (سباهان) بحثاً عن الصدارة في مجموعته الآسيوية وعينه على لقاء النصر في النهائي المحلي الكبير.. لعب الأهلي مباراة (سباهان) دون ثمانية من عناصره الأساسية، ومع ذلك كان قريباً من العودة بصدراة المجموعة.. في (إيران) لم يخسر الأهلي فرصة التأهل لدوري الثمانية حتى بعد أن وضعته الخسارة في مواجهة (الجزيرة) الإماراتي في العاصمة أبو ظبي.. إنها حسابات (الراقيين) وضعت كأس الملك الغالية أولاً والمشوار الآسيوي ذا المنعطفات الصعبة ثانياً.. وفي ليلة التتويج في (جدة) لبس الأهلي (عريس الموسم) حلته (الخضراء) واستعرض في شباك النصر بـ (الأربعة) قبل أن يرفع أغلى الكؤوس عالياً.. ذهب الكأس لمن أمتعنا وأدهشنا.. واتفق الكل على أن الأهلي لا يشبهه أحد.. حتى النصراويين المنصفين – وما أكثرهم – قالوا: من غير المعقول أن يخرج الأهلي بلا بطولة هذا الموسم. وتأهب السفير (الملكي) لرحلة الإمارات بعد احتفال قصير ببطولته الأثيرة التي اعتاد على تحقيقها حتى امتلأت خزائنه بها وبات يدعى (بطل الكؤوس).. ذهب الراقي للقاء الجزيرة تسبقه سيرة بطل حقق كأس الملك قبل ثلاثة أيام وهو وصيف بطل الدوري.. الانجازات كانت متشابهة بين الفريقين.. فالجزيرة كان وصيفاً لبطل الدوري وهو من حقق كأس رئيس الدولة.. وبحسابات الأرض والجمهور دخل ممثل الإمارات واثقاً متفائلاً بتجاوز الأهلي والمرور إلى دوري ربع النهائي في أبطال آسيا، ولكن القوة الأهلاوية كانت حاضرة فنياً ونفسياً فقدم ممثل الوطن الأخضر عرضاً أخاذاً أطرب كل من تابع اللقاء في الملعب وعلى شاشة التلفاز.. ولم تستطع الأرض أن تلعب مع أصحابها ولم تكن صيحات الجماهير الإماراتية قادرة على أن تخمد صوت الطرب الأهلاوي وهو يقدم واحدة من أجمل مبارياته لتردد الجماهير الحاضرة في المدرجات: (عجب عجب والأهلي طرب).. نعم تغلب الأهلي على الجزيرة في (أبو ظبي) بعد أن حقق كأس الملك للأبطال في (جدة).. نجح الراقي في المهمتين وتجاوز ظروف الجدولة والطيران وكل ما صاحبها من تحديات.. كان الأهلي موعوداً بالانتصار لأنه كان يدار برؤية أميرين عاشقين الأول هو الكبير الخبير خالد بن عبد الله.. رمز الأهلي وأحد أهم أسرار تميزه.. أما الثاني فهو فهد بن خالد.. الرئيس المفتون بحب الأهلي.. وما أكثر من يعشقون هذا الأهلي.. والسر ببساطة أنه متميز.. لا يشبهه أحد.. فلماذا لا تظل تلك الجماهير الكبيرة تردد: (يا عشقنا الأول.. اللي عمره ما تحول).. ولماذا لا نرى كل هذا البهاء في المدرجات الخضراء.. بلا جدال جماهير الأهلي هي من رسمت أول لوحة لفنون التشجيع في المدرجات.. وهي من أعادت (فرقة الرعب) لتأكل الجو من الكل (وعلى حبة حبة). البطولة الآسيوية سعودية بعد أن تأهل الأهلي والهلال والاتحاد بات اللقب الآسيوي قريباً وستكون الفرصة أكثر حضوراً إن تأهلت الفرق الثلاثة إلى الدور نصف النهائي، وهو أمر يبدو وارداً نظير تلك المستويات الرائعة والنتائج المذهلة التي حققتها.. تفاءلوا فهناك ما يدعو للتفاؤل ويضع في نفس الوقت أكثر من علامة استفهام أمام هذا التراجع الكبير في مستوى المنتخب السعودي الأول.. باختصار أعود وأقول بأن السر يكمن في أن الأندية تدار بفكر واقعي فيما الرؤية على مستوى المنتخب تسبح في مجاهيل الأماني والخيال والدليل بقاء (ريكارد) وهو المسؤول عن خروج المنتخب مهزوماً أمام أستراليا في اللقاء الحاسم. الاتفاق أيضاً يبدو قادراً على إكمال مشواره نحو كأس بطولة الاتحاد الآسيوي حتى وهو يسير وحيداً.. وإذا ما حصلنا على البطولتين فكيف سيكون حال دوري (زين) في العام القادم؟.