|


د. حافظ المدلج
فخر المجر
2012-05-30

كتبت مقالاً واحداً وعدداً من التغريدات عن المجر التي أبهرتني بعراقتها وكثرة مخترعاتها (على سبيل المثال القلم الجاف والمصباح والهيلوكبتر وفيتامين سي) وفوز علمائها بأكثر عدد من جوائز نوبل على مستوى العالم، ولكن أكثر ما أبهرني هو افتخارهم الدائم بأسطورة كرة القدم “بوشكاش”. ما الذي يجعل نجم كرة قدم يستحوذ على قلوب شعب بأكمله فيفخرون به ويفاخرون العالم؟ في تصوري أن أمثال “بوشكاش” قليلون في عالم كرة القدم، وعلينا أن ندرس سيرتهم ونتعلم من مسيرتهم، والحديث موجه بالطبع لنجوم كرة القدم في العالم العربي بشكل عام والسعودية على وجه الخصوص، فالموهبة الاستثنائية لا تكفي وحدها لوضع النجم في مرتبة الأساطير – ربما الاستثناء الوحيد هو “مارادونا” – بل يجب أن يصاحب الموهبة عمل جاد لصقل تلك الموهبة والحفاظ عليها واستخدامها بشكل صحيح لخدمة الفريق في الملعب والمجتمع ككل خارج الملعب. أتمنى من نجوم الكرة السعودية – صغار السن تحديداً – قراءة سيرة الأسطورة “بوشكاش” والتعرف على هذا النجم الذي لازال اسمه خالداً في ذاكرة المجر وريال مدريد والاتحاد الدولي لكرة القدم الذي خصص مؤخراً جائزة جديدة باسمه لأجمل هدف في العام، والأهم في سيرته أنه لم يخرج من رحم دولة كرة قدم تعودت على إنجاب الموهوبين كالبرازيل والأرجنتين ومثيلاتهما، ولكنه كان العلامة الفارقة في تاريخ كرة القدم المجرية فصار أكثر شهرة منها وأصبح سببا في شهرتها. أستطيع القول بأن محاكاة سيرة “بوشكاش” أشبه بصعود قمة “إيفرست”، ولكن عدداً من المثابرين المصممين المتدربين المتسلحين بالخبرة والمهارة والإرادة وصلوا لتلك القمة ومن بينهم السعودي “فاروق الزومان”، بمعنى أن السعوديين قادرون على تخطي الصعاب والوصول للقمة، قال الشاعر: ومن يتهيب صعود الجبال × يعش أبد الدهر بين الحفر. تغريدة – tweet: خلال الأيام الماضية توفي عدد كبير من الأطفال الأبرياء لأسباب مختلفة، وكان وقع الأخبار ثقيلاً على العالم بأسره، فنحن نجتمع في حب الأطفال وإن فرقتنا السياسة والتاريخ والجغرافيا، فأطفال اليوم شباب الغد رجال المستقبل، وعلينا أن نضاعف الاهتمام بأطفالنا ونغمرهم بالحنان ونحيطهم بالحماية لأن العالم يتأثر بما يؤثر عليهم، رحم الله الأطفال الذين رحلوا وجعلهم شفعاء لأهلهم وجمعهم بهم في جنات النعيم .. وعلى منصات البراءة نلتقي.