أحمد المطرودي
التعاون الجديد حديد
2012-06-05

ناقشت بعض الزملاء والأصدقاء التعاونيين عن المرحلة المقبلة التي سيكون فيها الأمير رئيسا للتعاون، والاحتفائية الكبيرة التي أقامها التعاونيون بهذه المناسبة والتي رآها البعض مبالغة كبيرة، وكان من ضمن الذين ناقشتهم أشخاص كانوا من المرشحين لتولي الرئاسة، وكان الجميع قد اتفق على أن الاحتفائية الكبيرة بالرئيس الجديد هي بمثابة الوقود الذي سيعطيه القوة والحماس للعمل الإيجابي بما يخدم المصلحة التعاونية، خاصة أن الاحتراف يتيح المجال للرئيس أن يبني ترسانة قوية من النجوم القادرة على عمل فريق قوي قادر ليس على البقاء فقط إنما على المنافسة، فعصر الاحتراف ألغى الأسماء، لكن لم تتمكن بعض الأندية من تجاوز مشكلاتها وتتطلع إلى المنافسة، وأذكر أنني أجبت عن سؤال في أحد البرامج بعد صعود التعاون والفيصلي عن إمكانية بقائهما، فقلت حينها إن الفريقين من الممكن أن ينافسا وليس فقط البقاء لأن الاسم سيبقى ومن سيلعب للفريق ستكون أسماء مختلفة تماما، وهنا الكرة تكون في مرمى الإدارات. والرئيس التعاوني الجديد يدرك تماما أن المهمة شاقة وصعبة، وأن الجماهير التعاونية لديها طموحات لا تتوقف عند حد، فهي تريد عملاً كبيراً ينسيها هموم الموسم الماضي وما صاحبه من آلام ومتاعب، وترى أن عملية التغيير التاريخية التي يشهدها النادي خطوة قوية وجريئة لإعادة صياغة وروح التعاون من جديد، خاصة إذا أدركنا أن التاريخ لايشفع في تحقيق النتائج بل العمل المدروس والمقنن، وليس العمل وحده كفيل بالنجاح بل يلزم أمور أخرى مختلفة لابد من توافرها ليكون النجاح، من أهمها تعاون الجميع وعدم استعجال النتائج والتوفيق، فقد تعلمنا من أحداث مختلفة أن هناك إدارات صرفت الملايين واستقطبت النجوم وأفضل المدربين، ولكن التوفيق لم يحالفها ففشلت، رغم أنني شخصيا أرى أن النجاح نسبي ويمكن أن يبدأ بالإخفاق ثم مع الصبر يكون قطف الثمار، فإذا تم الحكم على العمل بدون إعطائه الوقت الكافي قد يكون سببا في الفشل، وهذا مايجعلني أرى أن البيئة المناسبة والتربة الصالحة تساعدان على إنتاج ثمرمفيد، فلو أن الجماهير الأهلاوية حكمت على الرئيس فهد بن خالد من السنة الأولى لتوليه الرئاسة لاعتبرناه فاشلا ومخفقا، لكن الأجواء الأهلاوية ووجود مرجعيات ذات قيمة في الوسط الأهلاوي ساعد الجميع على اتخاذ موقف موحد بالصبر وتحمل النتائج والخسائر حتى يتضح العمل وتقطف ثماره، حتى الرئيس النصراوي مثلا لوحقق بطولة السنة المقبلة سيراه النصراويون ناجحا ويتناسون الإخفاقات التي حصلت ويعودون للتغني به من جديد، التعاونيون لايهرولون عبثا. وتقديم طبق الرئاسة للأمير عبدالله بن سعد خطوة لابد من دراستها وحساب الربح والخسارة فيها، فقد تنقل التعاون للمنافسة على البطولات، وهي فرصة للأمير أن يثبت أقدامه في الوسط الرياضي الذي يعتبر جديدا عليه، لكن مما يبدو سيدخل بقوة، والحكم على شخص لم يعمل اعتبره خاطئا، فالواجب أن يعطى الفرصة الكبيرة وعدم التسرع في النتائج، وقد يكون من أسباب نجاحه وجود مجلس تنفيذي قوي يرفد عمله مما سيجعل فرص النجاح أكثر، كذلك وجود إدارة من أبناء التعاون يثق بها الجميع، خاصة نائب الرئيس عبدالعزيز الفوزان الذي يحظى بحب وثقة وهو من الكوادر الإدارية النادرة، ودخوله مكسب كبير. ومن عوامل النجاح أيضا الالتفاف الكبير من قبل جميع الأطراف والاتفاق على الأمير مما سيوحد الصفوف ويعطي قوة أكبر، وأهم شيء يحتاجه الرئيس في الفترة المقبلة هو عدم المجاملة بما يخدم مصلحة الفريق أو يسبب الضرر له، وشخصيا أرى أن الأمير يحمل عقلية شبابية ستساعده لتقبل الآراء والاقتراحات والانتقادات التي تصب في مصلحة الكيان التعاوني، وهو يدرك تماما أنه يرأس ناديا يحمل شعبية وجماهيرية كبيرة، وطموحاته لايمكن أن تتوقف عند حد، فهل تحمل المرحلة المقبلة بشائر الخير والبطولات للتعاونين وتداوي جراحهم بعد موسم ذاقت فيه الجماهير التعاونية الألم ويضع بصمة جديدة في تاريخ النادي تذكرها الأجيال؟ وقفة لا أحد يستطيع أن ينكر الدور الرائد والكبير للرئيس الذهبي والتاريخي للرائد المربي عبدالله السدرة، هذا الإنسان المتميز بكل شئ والذي كانت له بصمات رائعة في مسيرة الرائد والكثير من الأولويات التي تسجل في تاريخ هذا الرجل، ولعل اسمه محفور بماء الذهب في تاريخ الرياضة القصيمية كأول رئيس يصل فريقه إلى دوري الأضواء والشهرة حينما كان رئيسا متميزا للرائد، هذا الرجل لم يتخل عن حبه وعشقه، فواصل الوقوف معه ومساندته، وأتمنى من إدارة فهد المطوع تكريم هذا الرجل بما يستحقه وبما قدم لناديه ولوطنه في التربية والرياضة، ففي المجال التعليمي له بصمات لازالت الأجيال تذكرها.