صرخت بأعلى صوتي (لييييييييش) حتى كادت تتقطع احبالي الصوتية وأنا اقرأ الخبر الذي نشرته صحيفة الرياضية على صفحتها الاولى ويقول إن نادي الهلال عرض على أحمد الفريدي مبلغا وقدره 25 مليون ريال ولكن الفريدي رفضه. بعدها كاد يغمى علي وأنا اقرأ خبرا آخر يؤكد أن الفريدي قد يوافق على التوقيع للهلال اذا تم رفع المبلغ لـ40 مليونا في أربع سنوات. أي أن أحمد يريد عشرة ملايين في السنة لتوقيع العقد. ذهبت لحبيبنا قوقل وبحثت عن اللاعبين العالميين الذين وقعوا مؤخرا عقودا تقارب هذا المبلغ فوجدت أن هناك نجوما كثر يأخذون مثل هذا المبلغ أو أقل منه ولكنهم بكل تأكيد يفوقون الفريدي مهارة وابداعا وتأثيرا. فاللاعب السنغالي بابيس سيسي ـ على سبيل المثال ـ انتقل لنادي نيوكاسل الانجليزي خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية بما يقارب العشرة ملايين ريال في السنة (ستة ملايين ريال بعد خصم ضريبة الدخل). وهذا المبلغ لم يُدفع لسيسي من أجل سواد عينيه بل لأنه ابدع في الدوري الالماني وحصل على جائزة اللاعب الأكثر تأثيرا في الموسم وسجل 23 هدفا في الدوري. أي أن كل هدف سجله سيسي مع فريقه في الدوري الالماني يساوي ما يقارب 250 ألف ريال. بينما أحمد الفريدي سجل هدفين فقط في الدوري السعودي أي أن كل هدف سجله الفريدي يساوي خمسة ملايين ريال وفقا للمبلغ الذي طلبه. ولو كانت المقاييس عادلة لأصبح سعرعقد الفريدي 500 ألف ريال في السنة أي مليونين ونصف في خمس سنوات وليس خمسة وعشرون مليونا كما عُرض عليه ولا أربعين مليونا كما يطلب هو. ولكننا ننعم بخصوصيتنا ونظرتنا الثاقبة وتقييمنا المختلف للأمور, مما يجعلنا لا نستغرب أن يحصل الفريدي على أربعين مليون ريال من الهلال أو غيره.ففلسفه (مزايين الإبل) التي جعلت ناقة تباع بمائة مليون ريال و تيسا سوريا (من سلالة الزراف) يباع بعشرة ملايين ريال هي ـ على ما يبدوـ ما يحدد الأسعار , أما المعايير الفنية التي تحدد سعر اللاعب بناءا على أدائه في الملعب فليس لها مكان بيننا.