يقول “باتريس إيفرا” أن أكثر شيء يعجبه في “مانشستريونايتد” هو ثقافة الوفاء المتمثلة في تكريم النادي لنجومه القدامى في جميع المناسبات، والاحتفاء بهم كلما رغبوا بحضور مباراة للفريق في ملعبه، وترتيب كافة وسائل الراحة لهم حتى لو رغبوا بحضور مباراة خارج “أولدترافورد”، وبالتأكيد إن وفاء النادي يقابل بولاء النجوم الذين نشاهد استمرارية تواصلهم مع النادي بعد الاعتزال بسنوات فتلك ثقافة الوفاء. يقابل ذلك في الرياضة السعودية – وربما العربية – نوع من الجحود غير المبرر، فقد سمعت عن نجوم قدامى منعوا من حضور التدريب ناهيك عن المباريات، في حين أن أخلاقنا الإسلامية والعربية تحتم علينا تكريم النجوم والوفاء لهم، وكنت أتمنى أن يكون في كل ناد إدارة خاصة بعلاقات النجوم تنحصر مسئولياتها في ربط النادي بنجومه من خلال دعوتهم للمناسبات، وإقامة مناسبات خاصة بهم للاحتفال بالبطولات، وإعطاء صورة للوفاء تبقى على مرّ الأجيال لترسيخ ثقافة الوفاء. كما يحز في النفس الطريقة التي نودع بها النجوم عند رحيلهم بسبب انتهاء التعاقد أو انتقالهم لأندية أخرى، حيث تختلف حفاوة الاستقبال عن برودة الوداع لدرجة استقبال النجم في المكتب التنفيذي بالمطار ونقله بسيارة فاخرة، بينما يغادر بسيارة “تاكسي” وربما بالدرجة السياحية وكأنه مطرود، مما يسبب بنقمة الكثيرين وردود فعلهم السلبية تجاه الرياضة والرياضيين الذين لم يفهموا ولم يطبقوا ثقافة الوفاء. بدأت بمثال “مانشستريونايتد” وأختم بأمثلة “برشلونة” حيث كان موقف النادي من اللاعب المسلم “ابيدال” درساً في الوفاء بالصبر عليه في مرضه وإعطائه شارة القيادة في المباراة النهائية لدوري الأبطال، وكذلك الطريقة الراقية في توديع “قوارديولا”، مما يعطي انطباعاً بوفاء النادي مع نجومه يحفز غيرهم للانضمام للنادي الذي يؤصل ويطبق ثقافة الوفاء. تغريدة – tweet: لن تتكلف خزينة النادي من إنشاء إدارة خاصة بعلاقات النجوم، يخصص لها ميزانية وموظفين محترفين، تكون مهمتها استمرار التواصل مع نجوم الفريق الحاليين والمعتزلين، فيشاركهم النادي الأفراح والأتراح بأسلوب منظم يقسم النجوم إلى فئات تحظى بامتيازات متفاوته حسب خدمة النجم للنادي ومكانته بين الجماهير، ويمكن أن يكون للمناسبات المرتبطة بالنجوم تسويق احترافي يضمن ميزانية تلك الإدارة وربما يفيض عنها فيصب في صندوق وفاء يخصص للجوانب الإنسانية .. وعلى منصات ثقافة الوفاء نلتقي...