كنت أتحدث مع الصديق العزيز والصحفي المعروف سليمان العساف وسألته سؤالا افتراضيا. لو كان مستشارا لرئيس أعضاء الشرف الجديد بنادي الاتحاد محمد الفايز فماذا سينصحه بعد ان طالب الجماهير الاتحادية بالتوقف عن أكل الشاورما والتبرع بقيمتها لخزينة النادي كحل (جهنمي) لإخراج الفريق من أزمته المالية؟ فقال بكل بساطة لنصحته بالاعتذار لجماهير الاتحاد والإسراع باقتراح حل آخر لمشاكل الاتحاد المالية. ما قاله الفايز ويقوله غيره من القادمين من خارج الوسط الرياضي والإعلامي السعودي يدل على ان هناك اناس لا يعرفون طريقة تفكير الشارع الرياضي في السعودية لذلك تجدهم عندما يخرجون للإعلام يقولون ما يعتقدون انه منطقي ومقنع بالنسبة لهم مع ان الأهم هو ان يكون مقنعا للناس الموجه لهم هذا الكلام. عدم وجود مستشار اعلامي لعدد كبير من الشخصيات الكبيرة سواء في الرياضة أو في غيرها يجعل خطابهم الاعلامي ضعيف ويسيىء لهم اكثر مما يفيدهم. فالمستشار الاعلامي يمكن ان ينقذ الكثير من الشخصيات من ازمات اعلامية وجماهيرية غير متوقعة. ولكن بعض الشخصيات تصر على الارتجال والبوح بما في خاطرها معتقدة ان من يستطيع الكلام في المجالس بشكل مقبول يستطيع ايضا الخروج بشكل مقبول في الاعلام. المشكلة الاكبر هي عدم وجود ثقافة الاعتذار عند الكثير من الشخصيات بل ان بعضهم عندما يثور الشارع الرياضي والإعلام على كلمة قالها تجده يحاول التبرير لنفسه متهما الناس والإعلام بسوء الفهم والنية مدعيا ان ما قاله مقبول في مجتمعات اخرى ولا يستحق كل هذا الغضب ولكن ليس في الناس ولا الإعلام رجل رشيد. أنصح كل من يخرج في وسائل الاعلام بان يراجع ما سيقوله مع احد المتخصصين في الاعلام حتى لا تنفجر -كل اسبوع- قنبلة اعلامية جديدة في الوسط الرياضي نحن في غنى عنها . ايضا انصحهم بالاعتراف بالأخطاء والاعتذار عنها والتوقف عن تبريرها. وانصحهم نصيحة اخيرة بان يتوقفوا عن ترديد (هناك من يصطاد في الماء العكر)التي نسمعها في كل مرة (يخور) شخص متناسيا انه هو من عكر تلك المياه.