طوى الجزيرة حتى جاءني خبرٌ فزعت فيه بآمالي إلى الكذبِ حتى إذا لم يدع لي صدقه أملاً شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي كنّا قد أجرينا قرعة دوري الدرجة الأولى ظهر يوم السبت، وكنت أجري حواراً مع إحدى القنوات قبيل إجراء القرعة الأهم لدوري زين السعودي، فلاحظت أن الجميع ينظرون إلى أجهزة الجوال في أيديهم وتتغير وجوههم ليعلوها الحزن، فعلمت أن مصاباً أحاط بالأمة وسرعان ما أنتشر الخبر: "رحل نايف"، هكذا سمعتها للمرة الأولى وتداخلت الأصوات وتم تأجيل القرعة وبدأ الجميع يعزي الجميع. رحل "رجل الأمن الأول في العالم" بهدوء وسكينة رأيناها في مشاهد الوفاة والصلاة والدفن، وكأننا أردنا أن نودع "نايف" ونحن في أفضل حالات الأمن والسكينة والنظام، فمن يصدق أن مئات الآلاف من المصلين والطائفين والساعين في البيت الحرام سيقفون جميعاً لدقائق يستحيل تكرارها، ليتم وداع الرجل الذي تقول عنه باحثة بريطانية: "برحيل نايف اهتز أهم أركان الاستقرار بالشرق الأوسط"، وعلى مدار ثلاث حلقات في برنامج "كورة" تشرفت بتقليب الصفحات الناصعة من تاريخ "نايف الأمن" مع المؤرخ "محمد القدادي"، فتعلمت أكثر وأصبح حزني أعمق برحيل رمز يصعب تعويضه. في يوم السبت الذي رحل فيه "نايف" كانت ورقة التقويم تحمل عبارة "أمن الوطن مسئولية الجميع"، وكأنها رسالته الأخيرة لنا جميعاً والغالبية العظمى منا فتح عينه على الدنيا والأمير الراحل وزيراً للداخلية التي أمضى فيها 43 عاماً من العطاء لوطن لن ينسى رجلا بذل جهده ووقته وصحته لينعم الوطن بالأمن والأمان، ولعلنا في ثلاث حلقات من البرنامج أعطينا لمحة عن عطاء "رجل الأمن الأول في العالم". تغريدة – tweet: شعرت بالفخر والاعتزاز بانتمائي لهذا الوطن الشامخ فوق هام السحاب الراسخ في أعماق الأرض الصامد في وجه التحديات، فكان تناقل السلطة سلساً وبإجماع كل محب لهذا الوطن وكأننا نردد مع الشاعر: وما قلّ من كانـت بقايـاه مثلنـا شبـاب تسامـى للعُلـى وكَهـولُ وما ضرنـا أنَّـا قليـل وجارنـا عزيـزٌ وجـار الأكثريـن ذليـلُ إذا سيـد منـا خـلا قـام سـيـد قؤول لمـا قـال الكـرام فعـولُ فكان "سلمان بن عبدالعزيز" ولياً للعهد، ولذلك مقال قادم .. وعلى منصات الولاء نلتقي...