الإنسان المتربي على السوية والنقاء وحب الخير للآخرين والإيثار يعيش كريما محبا للجميع، لديه الانتماء الصادق والإخلاص دون أن يبحث عن مقابل لنفسه، عينه تقع على المحاسن والإيجابيات، ونفسه تترفع عن مطاردة العيوب وتتبع الزلات، يشبعه القليل ويتمنى أن يرد الجميل، يفرح للآخرين ويتألم لمصائبهم ويحزن بأحزانهم، ويعطي الأعذار للمخطئين، ويتسامح مع المتراجعين، ويعفو ويصفح بقلب كبير، لا يعرف الحقد والحسد طريقا لهذه المضغة التي بصلاحها يعيش سعيدا مرتاحا هانئا قانعا، يعبرعن حبه وانتمائه ومشاعره بصدق وعفوية، هذه النوعية موجودة في مجتمعنا الذي لاتشعر بمعادن رجاله إلا في المواقف الصعبة، حيث يثبت الرجال وترتفع الهمم وتتوحد الصفوف ويظهر الناس الذين يحملون الهم ويغارون على مجتمعهم ويسعون لرفعة وطنهم، ويترفعون عن صغائر الأمور والمواقف الدونية، فيسعون إلى إنكار الذات ويستمتعون بخدمة غيرهم وقضاء حوائجهم وتذليل الصعاب لهم، هذه النوعيات الجميلة ظهرت متماسكة وهي تتلقى خبر وفاة الأمير نايف الذي كان بحق مفاجأة فجرت براكين الحب الذي يجده الشعب السعودي لقيادته، وأبان للعالم حجم الترابط الأسري بين الشعب وهذه العائلة الكريمة.. التي يحسدنا عليها العالم الذي يقاتل وينزف الدماء ليزيل حكامهم، ونحن نذرف الدموع لفراقهم أطفالا وشبابا وشيابا رجالا ونساء، فغيرنا يعاني القهروالظلم والاستبداد والوحشية والفقروالإهانة، ونحن ننعم بالعزة والتقديروالتعامل الأبوي الحنون، وأي مكان يذهب إليه السعودي يجد المكانة والتقدير، وهذه سياسة نشأت عليها هذه البلاد من روح ونفس المؤسس الذي وضع أول لبنات التراحم والتعاطف بينه وبين شعبه.. فملك قلوبهم، وعند وفاته كانت الناس تبكي بحرقة، وعند الرجال من الأولين القصص الكثيرة عن الحب المتبادل حتى قبل أن يخرج النفط وتصبح الدولة غنية، كان المواطنون يدفعون من جيوبهم لبناء الدولة، وقد سمعت من والدي حفظه الله القصص الكثيرة عن وفاء السعوديين للملك عبدالعزيزوهولايملك شيئا، ولكن الله سخرله العباد والبلاد لإقامة العدل وتحقيق الأمان، ونشرالتوحيد والقضاء على الشرك، وتأمين طريق الحاج والاهتمام بالحرمين، فرزق الله هذه البلاد الأمن والنعم استجابة لدعوة إبراهيم عليه السلام، فالعالم يعيش الصراعات ويقاسي الفقر والاضطهاد ونحن ننعم بالرفاهية والأمان، ولذا فالأعداء لم يعجبهم حالنا، فأرادوا استغلال السذج ومن في قلوبهم مرض لتصيد الأخطاء وتحجيمها وإثارة الناس ليظهرالبعض وهو يتحدث عن الشعب السعودي وكأنه شعب الصومال، ويتدخل في سياسات أكبرمن عقليته الصغيرة، ونسي أن حكمة ولاة الأمر ونظرتهم للأموركانت السبب بعد إرادة الله في ما وهبنا الله من استقرار وطمأنينة، والبشر ليسوا معصومين من الأخطاء، والإنسان الحاقد هو من يطالبك بسجل ليس فيه أخطاء، لكن المواطن الغيورهومن يتألم للأخطاء، ويسعى ويجاهد لعلاجها، ويناصح بحكمة دون تشهير، أما الذين أعلنوا الحرب على بلادنا وقيادتها فنقول لهم والله سنحميها ونحميهم بدمائنا وليس لكم مكان بيننا، فالوطن يتعذركم، فهو للأوفياءالشرفاءالذين ينفع معهم التكريم وليس للئيم الناكر، فالشاعريقول: (إن أنت أكرمت الكريم ملكته..وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا) وهؤلاء ينطبق عليهم المثل العربي (على نفسها جنت براقش).. رحمك الله يانايف وجعلك في عليين، وأملنا بعدالله بإخوانك لإكمال المسيرة، وفي أبنائك الذين ورثوا عنك القوة والصلابة والقلب الكبير.