|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
بعيداً عن المدير
2012-06-29

قال الناصحون المقربون لـ(سالم): لماذا تظل بعيداً عن المدير؟.. لا نراك تزوره؟.. قال سالم: إن المدير يحتاج وقته الثمين، وإذا ما ترددت عليه بلا سبب دخلت دون أن أدري في دائرة (قلة الأدب).. وأنا -يا قوم- لا أرضى على نفسي الهوان. قالوا: ولكن البعيد عن العين بعيد عن القلب.. وعليك أن تغيّر نفسك لتصل إلى ما تريد قال ببراءة: وماذا أريد؟.. قالوا: كل ما يبحث عنه الموظفون من ترقيات وانتدابات وما يتبعها من بدلات ومكافآت. سألهم: وماذا يريد المدير مني أيضاً أيّها الناصحون؟.. قالوا: أن تكون مسالماً.. قال متعجباً: وهل أبدو معادياً يا معشر الموظفين الكرام؟.. قالوا: لا، بل نراك متساهلاً متسامحاً مع الناس. قال: الحمد لله. عادوا: ولكنا نراك -هداك الله- تبدي وجهة نظرك دون أن تتحرى إن كانت توافق رأي المدير أم أنها لن تعجبه.. ثم راحوا (يتفلسفون) عليه: إنها مهارات التعامل مع الرؤساء.. لابد أن تنميها حتى تستفيد أو على الأقل حتى تتجنب الإقصاء الذي عادة ما يلجأ إليه المديرون حين يحصل عدم الالتقاء في الآراء. قام سالم منزعجاً مما سمع وولى هو يردد: إذاً.. أنتم تبحثون عن السلامة وتؤثرونها على المصلحة العامة.. كل ذلك بأمر الحياء تارة والخوف تارات.. ما أبشع هذا الخوف في حياة الناس. وفي لقاء عام مع المدير العام طلب سالم أن يسمح له بالكلام ليلقي هذه الخطبة العصماء: يا معشر الموظفين.. يا من تعانون من (الخوف) هذا المارد الذي يأتي إليكم كلما فكرتم بالمطالبة بحقوقكم، إذا كان هناك من ثورات، فالأولى أن نراها تقام في وجه هؤلاء الرؤساء الذين باتوا يديرون الأجهزة الحكومية على أنها ملكية خاصة.. يمنحون المزايا والبدلات والمكافآت لمن يحبون ويحجبونها عمن لا يحبون.. وعلى المبعدين أن يحسبوا ويحوقلوا في الخفاء ويدعون عليهم إن شاؤوا ولكن في الخفاء.. وأن لا يعلنوا انزعاجهم على الملأ إن أرادوا السلامة.. إنه الخوف من المديرين هو من ظل يقودنا إلى الوراء.. كله تمام.. كله تمام يا حضرة أو سعادة أو سيادة أو معالي المدير العام.. هل هذا ما تريده؟.. إلى الأمام أيها الموظفون الكرام.. إدارة إدارة.. شعبة شعبة.. قسم قسم.. أين سالم؟ .