|


د. سعود المصيبيح
أثبت يا أحمد
2012-07-05

أعجتني كثيرا خطوة الأمن العام بالاستفادة من شعبية اللاعب أحمد الفريدي في إيصال رسالة مهمة للشباب بشأن أهمية الأمن في المجتمع، وهذه لا شك سيكون لها صدى كبير، ولعلها خطوة تتبعها خطوات في الاستفادة من شخصيات المجتمع المشهورة والمقبولة اجتماعيا، فشكرا للأمن العام والإدارة العامة للإعلام والعلاقات بإدارة الإداري القدير العميد عادل الشليل وزملائه في الإدارة. أما اللاعب الموهوب أحمد الفريدي فهو مميز في أدائه ومستواه وله شعبية كبيرة بين الجماهير الرياضية، وهو لاعب فنان من اللاعبين الذين نطرب لأدائهم، فهو موسيقار يحرك الكرة بعقله وذكائه قبل قدمه، ولهذا نجح وتربع في قلوب جماهير الكرة سواء عندما يلعب مع المنتخب السعودي أو نادي الهلال، وأهدافه ومهاراته تتحدث عنه إضافة إلى الأهداف التي يصنعها لزملائه، ولازال في ذاكرتي هدفه الأسطوري في منتخب تايلاند ومستواه وتألقه في المباريات الأخيرة لنادي الهلال أمام الفريق الإيراني في طهران أو مباراة الهلال أمام الغرافة أو أمام بني ياس، حيث قدم مستوى ممتعا أدى لفوز الهلال في هذه المباريات.ويدور حاليا نقاش حول طلبات أحمد الفريدي لتجديد عقده مع نادي الهلال، وهذا الهجوم المبرمج من البعض ضد أحمد الفريدي وما طالبه من مميزات في عقده الجديد واتهامه بالمغالاة والمبالغة مما أصبح الفريدي في نظر الجمهور الهلالي لاعباً جشعاً ناكراً للجميل، يتنكر للهلال الذي قدمه وأظهر مواهبه وسبب لشهرته ونجاحه، ولازال الموضوع بين كر وفر بين الفريدي وإدارة الهلال، وهنا أقول لأحمد الفريدي، اثبت ياأحمد ولا تكن عاطفيا مجاملا تتأثر بما يكتب، فهذا مستقبلك واحتياجاتك وهذه موهبتك الرائعة، فاطلب ما تريد وخذ الأمثلة من نجوم كسبوا من الكرة الكثير بسبب احترافيتهم ومعرفتهم لقيمة موهبتهم المرتبطة بزمن معين، وهناك نجوم نراهم الآن في أوضاع مالية جيدة بسبب تقديرهم لذاتهم بل والتفاوض مع أندية خليجية وتحقيق الكثير من اللعب هناك، بينما نجد لاعبين اعتزلوا أو على وشك الاعتزال لم يحققوا الكثير وأوضاعهم الاقتصادية في منتهى السوء رغم أنهم كانوا من البارزين وكانت لهم صولات وجولات.والمؤسف أن أنديتنا تتشدد مع اللاعبين المحليين بينما تدفع مئات الملايين للاعبين أجانب ذوي مستوى متوسط وفائدة أقل للفريق، قارنوا بين جهد وفائدة ومستوى الفريدي بما يدفع لويلي هامسون والعربي وهرماش والكوري الذين ظلوا في مباريات كثيرة إما مصابين أو في الاحتياط وهم حاليا في شبه الورطة للهلال، وقبلها تخلص الهلال من إيمانا وربما لم يتخلص منه بعد، وانظروا كم دفع الشباب لكماتشو أو ما دفعه الأهلي لفيكتور أو ما يدفعه النصر وبقية أنديتنا للاعبين والمدربين الأجانب، ثم نجد بعضهم من أصحاب المستويات المتوسطة وغير مفيدين بفعالية للأندية، ولهذا أطلب من الفريدي ومن بقية نجومنا الوطنيين ألا تأخذهم العاطفة والرضوخ للضغط وعليهم أخذ حقوقهم كاملة فهي مرحلة عمرية وقتية وهم يستحقون أكثر وأكثر، والأجمل أن هذه الأموال ستبقى في الوطن ويستفيد منها الاقتصاد الوطني، وعلينا أن ننظر للاعبين العالميين وعقودهم ومميزاتهم الهائلة التي لا تساوي شيئاً عند نجومنا المميزين.