|


سعد المهدي
السياسة في كتب الرياضة
2012-07-21

الميزانية الخاصة بأولمبياد لندن تقدر بـ9.3 مليار جنيه استرليني لم تمس برغم أن الحكومة البريطانية أعلنت عن خفض في الميزانية 2010م ويقول كولين موينيهان رئيس الاتحاد الأولمبي البريطاني إن الرياضة الآن أكثر ارتفاعاً في الأجندة السياسية مما كانت عليه من قبل في المملكة المتحدة وتستعرض فاينانشيال تايمز البريطانية ومن خلال الشقيقة صحيفة الاقتصادية التي تصدر عنها صفحات يومية باتفاق خاص بينهما خمسة كتب اسمتها ـ منتجات لحمى الأولمبيادـ وهي (الأولمبي السري) وكتبه رياضي بريطاني مجهول شارك في ألعاب أثينا و(الرياضة البربرية الجدلية الماركسية) للأكاديمي الفرنسي مارك بريلمان وكتاب (الرياضة والسياسة في بريطانيا الحديثة) لكيفين جفريس والكتاب الرابع (دراسات السباحة) وهي مذكرات كتبتها لييني شابلتون وكتاب (أقذر سباق في التاريخ بين بن جونسون وكارل لويس وسباق 100 متر للمباراة النهائية 1988م) لمؤلفه ريتشارد مور وليس ببعيد عن مضامين هذه الكتب التي استعرضها المحرر الصحفي سايمون كوبر من لندن فإن ما يلفت الانتباه جدية هذه الأطروحات وقراءاتها المتعمقة في خليط بين الرياضة والسياسة وتجاذباتهما التي توحي بقدرة استغلال أحدهما للآخر وأهم من ذلك ما تمثله الرياضة من أهمية في السياسة من خلال خطط تنموية تحقق ما يعتبر بمثابة بناء للإنسان من داخله بطريقة ممارسة الرياضة كنشاط بدني وترويجي وتنافسي إلى ممتهن ومستثمر ومشجع متحزب وموالي وتنتهي بجعله يؤدي دورا سياسيا يخدم على نحو ما المخططين الاستراتيجيين وهو ما قد يبرر الصرف المالي الهائل الذي تتحمله الحكومات بعد أن كانت مثلاً في بريطانيا لا ترى أهمية لها فقد كان رئيس الوزراء البريطاني في نهاية الأربعينيات لا يرى أهمية لتعيين وزير للرياضة والتربية البدنية وتجاهلها الساسة البريطانيون إلى حد أن الحكومة قدمت كحافز تشجيعي بنسا واحدا فقط فيما يحصل الآن وبحسب المؤرخ كيفن جفريس ارتفاع مستمر للرياضة كظاهرة ثقافية واقتصادية وبدلاً من أن كان يعتقد المسؤولون البريطانيون أن تمويل الدولة للرياضيين شكل مبتذل من أشكال الرفاهية اختلف الأمر بعد أن أصبحت في نظرهم مهمة ومربحة. الكتب التي تسرد تاريخ المشاهير كانت الأكثر رواجاً فيما مضى حتى في أسواق النشر العربية بالرغم من قلتها وعدم دقتها واعتمادها على شعبية الرياضي أكثر من تقديم رسالة ما من خلال رواية حياته إلا أن المكتبات خلت منها ربما تماماً وذلك في الحقيقة أفضل إذ أننا بحاجة إلى كتب يأخذ فيها الناشر والمؤلف القارئ إلى ما يبرز أهداف وقيم الرياضة ودور المجتمع في صنع الرياضي المؤمن بذلك إلى حقائق وتضحيات وسلوكيات وتحولات تاريخية ترصد حقبا زمنية لرجال وأمكنة أكثر من ترويج ودعاية لنجوم أو شخصيات هي المستفيدة الوحيدة من النشر عنها لا القارئ.