خرجت بعد صلاة التراويح أتمشى وأحرك عضلاتي قليلا ولكني لم أستطع المشي لأكثر من مئة متر قبل أن أتوقف إجباريا بعد أن أحسست بدوار خفيف وجفاف شديد في حلقي وأطرافي.. حاولت التنفس بشكل طبيعي ولكني لم أجد ذرة أوكسجين واحدة في الهواء. جعلني هذا الموقف أفكر في مصير إخواني اللاعبين عندما يبدأ الدوري بعد أيام.. رأيت طيف وجوههم المُزرقة وهم يلهثون خلف الكرة بقوى خائرة وحلوق جافة وعيون جاحظة. لا أعرف من اقترح أن يبدأ دوري زين في رمضان ولا أدري من وافق على إقامة الجولة الأولى منه في اليوم الثاني من شهر أغسطس ولكني أتوقع أن من اقترح ووافق لم يفكر كثيرا في اللاعبين. فهل من المنطق أن يبدأ الدوري (في أحر دول العالم) بداية شهر أغسطس؟ لا يخفى على أحد أننا -هذه السنة بالذات- نعاني من أحر صيف مر علينا منذ وعينا على الدنيا ولا يخفى على أحد أن نهار رمضان هذا العام هو الأطول منذ عقود. فاللاعبون سيعانون كثيرا من إجهاد ساعات الصيام الطويلة ومن الحر الشديد. من منا يعتقد أن اللاعبين سيتحملون هذا الحر؟ أنا عن نفسي لا أعتقد.. ما أتوقعه هو أننا سنشهد مستويات فنية رديئة وقد نشهد حالات من الاغماء والجفاف وربما أكثر من ذلك (لا سمح الله). لو كنت عضوا في اللجنة الفنية والمسابقات لما سمحت لهذه البطولة أن تقام في هذا الوقت مهما كلف الأمر ومهما كانت الأسباب ولطالبت بتأجيل بداية الدوري لمنتصف شهر شوال على أقل تقدير. فاللاعبون بشر وتحميلهم مالا طاقة لهم به قد يؤثر عليهم سلبيا. أتمنى من مثلنا الأعلى –الخلوق- فهد المصيبيح وزملائه أعضاء اللجنة الفنية والمسابقات إعادة النظر في موعد بداية الدوري لأسباب إنسانية بحتة. فلا أجد مسوغاً لإحراق دورينا من بدايته ولا أعتقد أنها البداية الملتهبة التي كنا نتمناها.