السجل الأولمبي بدأ باثينا 1896 حتى بكين 2008 هو تعبير ووصف الحال الرياضية في وطننا العربي من خلال ما حققته ونبوءة بمستقبلها أكثر من اعتباره ماضيا. المشاركة العربية بدأت من دورة استكهولم 1912 وحصلت حتى نهاية ألعاب بكين 2008 على 82 ميدالية (12 ذهبية و21 فضية و40 برونزية) ولم يبدأ حصول الرياضيين العرب على الميداليات إلا في 1960 عن طريق المغربي راضي عبدالسلام حين توج بفضية سباق الماراثون فيما كانت الميدالية النسائية العربية الأولى 1984 عن طريق المغربية نوال المتوكل حيث حصلت على ذهبية 400م حواجز. حتى الآن حققت 13 دولة عربية ميداليات أولمبية سبع منها لم تحقق ذهبا والأمر هنا ليس له علاقة بتواريخ يفترض فيها أن تسجل انتصارات أو تشهد تحولات يمكن لها أن تسرع من إمكانية اللحاق بالآخرين وإلا لكان كافياً أن تبدأ من 1912 أي قبل قرن بالتمام والكمال لتصل إلى ما حددته أما وأنك لم تحدد بعد فلن تصل أبداً. لا أميل إلى القول بأن التخطيط يمكن له أن يؤدي مفعول السحر بحيث يسد الهوة بين الشرق والغرب، فالفارق ليس كما هو ظاهر في الأرقام إنما هو فيما هو أبعد وأعمق من ذلك، كما لا أحبذ أسلوب الوعظ والتوجيه أو جلد الذات لأقول أننا متخلفون رياضياً ولا يلوح في الأفق ما يمكن له أن يبشر بتبدل الحال، كذلك لن أقول إن الأمر يتوقف على تغيير القيادات العربية والعاملين معها في القطاعات الرياضية لصالح آخرين يمكنهم القيام بالمهمة وأن تحديد الأهداف وعمل الاستراتيجيات كافٍ للإصلاح كل ذلك كلام يتبخر على صخرة الواقع. في أثينا 2004 تنافس 10.000 رياضي من 202 دولة على 28 لعبة مختلفة فقد يمكننا معرفة أسماء العشرة آلاف لاعب والـ202 دولة لكن من المؤكد أننا لا نعرف ما هي الـ28 لعبة وإذا كنا نعرفها فإنه لم يسبق لنا أن تابعناها على الشاشة وإذا كان ذلك حدث فإننا لا نعلم شيئاً عن قوانينها ولا تاريخها وإن حدث ذلك فإنه من المستحيل أن يمكن لنا أن نمارسها أو أن نشجع على ممارستها أو أن نوجد البيئة المناسبة لأن تقام وتمارس وتنشر وتطور وتنافس هذا مربط الفرس. الأولمبياد بدأت بلعبة واحدة وكان سباق جري بطول الملعب 192م و27 سنتيمترا لكن ذلك كان قبل الميلاد بـ776 سنة الأمر ليس بالبساطة التي يحاول البعض أن يجعلها تبدو كذلك كما أن الأمر لا يجب أن يكون السبب أن نتوقف فلا نمارس الألعاب الرياضية او نتنافس فيها ولكن الأكيد أنه يوجب التوقف عن محاولة كسب الجولة مع أطراف أخرى من خلال إحراجهم بهذا الواقع المزري لأن لا أحد في الطرفين يملك الحل ولا بمقدروه أن يغير الواقع كما يجب أن يتغير ويكون (لازلت أكرر أن الفرجة في الأولمبياد هي أفضل الحلول علينا أن نستمتع بالمنافسات وأن نتعلم منها بعض مما يفيدنا) وأن نتعرف على الجديد الذي تم استخدامه من تقنيات وأنظمة وقوانين وخطط إدارة وتشغيل أظن ذلك كافياً إلى حين عودتنا مع حليمة إلى عادتها القديمة التي لا تصلح إلا لنا ولا نصلح إلا لها وقد لا يكون في ذلك أي عيب.