شجعت الهلال منذ كنت طفلاً وهذا يعود لكون أسرتي هلالية ولأن أبي (الله يطول عمره) متيم بالهلال، ولكني اليوم أكثر اعتزازا وعشقا لهذا النادي، وأكثر فخرا بتمثيل الهلال يوما لأن من يجلس اليوم على هرم هذا النادي العريق شخصية استثنائية بمعنى الكلمة. رغم أن الأمير عبدالرحمن بن مساعد دخل علينا من باب الشعر إلا أنه فتح أبواباً كثيرة لم نكن نعرفها قبل دخوله الوسط الرياضي. فأضاف للإدارة الرياضية والإعلام الرياضي الشيء الكثير. جُبل معظم رؤساء الأندية الرياضية ولعقود طويلة على سن ألسنتهم والاستهزاء بخصومهم والسخرية منهم. جُبلوا أيضا على انتقاد الحكام واللجان ونقد الإعلام والإعلاميين معتقدين أن الطريق لقلوب الجماهير يمر بسب الآخرين والتقليل من قيمتهم. فشعبية الرئيس ـ في نظرهم ـ تزداد كلما ازداد صراخه ليعلو على كل الأصوات. فعشنا في ضجيج لا يعرف العاقل فيه لمن يستمع. جُبلوا أيضا وأيضا على محاربة من يتحدث عن أخطائهم ومحاصرتهم والتضييق عليهم. لم تكن مهمة أكثر رؤساء الأندية بناء أنديتهم بل هدم الأندية المنافسة وتصيد عثراتها والعمل بحماس على إفشال حتى تعاقداتها مع المدربين واللاعبين. ولكن رئيس الهلال خط لنفسه خطاً مختلفاً فمدح خصومه واستفاد من تجاربهم. وانشغل بفريقه دون الأندية الأخرى. اعترف بتقصيره وأخطائه ولم يكابر ويصر عليها لأن كل الرؤساء رجال يخطئون. احترم من ينتقدون إدارته ـ وأنا منهم ـ بشكل يثير الاستغراب. استخدم خطابا إعلاميا راقيا بعيدا عن الإثارة الممجوجة قريبا من العقل والمنطق والحكمة. فأحبه خصومه قبل أنصاره. فأي شخصية وأي نفسية يحملها هذا الرجل. أنا اليوم أكثر تشرفاً بانتمائي للوسط الرياضي الذي يضم شخصيات غير عادية مثل الأمير عبدالرحمن تجعلنا نقول لكل من حولنا نحن نعمل في وسط محترم يقوده رجال محترمون.