|


سعد المهدي
الأمسية ومفهوم الحوار
2012-08-04

كان شهر رمضان حافزاً لأن نبدأ في صحيفة الرياضية في التفكير بإقامة نشاط يتوافق وروحانية هذا الشهر، فكانت فعالية الأمسية الأقرب إلى الذهن فهي من جانب فرصة للتواصل والالتقاء بين العاملين في الوسط الرياضي والإعلامي كما أنها الأكثر قدرة على استيعاب آراء الجميع مهما تباينت. كانت سنة 2004م فاتحة هذه الأمسيات والتي لم تنقطع، بل شهدت في كل سنة جديد فكانت من عنواناً لآخر يتحاور الحاضرون حوله وفيه من مسؤولين ومتخصصين وفنيين وإعلاميين ويخلصون إلى توصيات أثق أن البعض منها كان خارطة طريق للمعنيين في الاحتراف والاستثمار والإعلام. الحوار يختلف عن الجدال فهو كما تم تعريفه اصطلاحاً مراجعة الكلام وتداوله بين طرفين مختلفين وأرى أنه ليس للوصول إلى اتفاق، إنما ليقول كل من المتحاورين ما عنده دون ضرورة لأن يقتنع الطرف الآخر، وإن كان المرجو الوصول إلى أكبر قدر ممكن من التوافق.. وفي رأي فاضل بشناق أن الحوار الناجح يجب أن يركز على مواطن الاتفاق لا مواطن الافتراق كما جاء في كتابه (الحوار مفهومه وأهدافه وركائزه) وأن العلماء يرون أن الحوار عنوان من عناوين التقارب وقناة من قنوات التواصل المجتمعي وركيزة من ركائز بناء الثقة وتقريب وجهات النظر فيما أن الجدل مظنة التعصب والإصرار على نصرة الرأي بالحق والباطل والتعسف في إيراد الشبه والظنون حول الحق إذا برز من الاتجاه الآخر. وربما إن أمسية “الرياضية” الرمضانية تميزت بأنها تأتي من عام إلى عام وهو ما يجعل مخرجاتها واضحة بحيث لا يشوش عليها الكثرة فيما لو كانت تقام أكثر من ذلك في العام، فلعل أكثر ما أساء لآراء قيمة ومهمة طرحها المتكرر من أكثر من جهة ولأكثر من وسيلة في ظروف (زمانكية) جعلت قبولها والثقة فيها تتراوح بين وقت وآخر وطرف وغيره كذلك زادت في الخلط بينها وغيرها من الآراء غير الناضجة أو التقليدية المعلبة. لقد ساهمت كثرة المنابر في ضرورة كثرة المتحدثين، فكان لابد من الوقوع في فخ الاختيارات السيئة كذلك فقد غلب حرص من يدلون بآرائهم على استرضاء الجماهير جد نفاقهم في أن يقول أصحاب الرأي والفكر والتخصص ما يريده الناس وليس ما يجب أن يقولوه بموجب ما يقتضيه الأمر. أمسية هذا العام هي التاسعة، وستكون الليلة في عروس البحر الأحمر ومن المتوقع أن تشرف بحضور طيب لشخصيات اجتماعية وإعلامية ورياضية للمرة الأولى وهذا من دواع سرورنا كما أن الموضوع الذي اخترناه لها (الوسائل الجديدة للإعلام وتأثيرها على الواقع الرياضي) سيحظى بطريقة معالجة جديدة على الأمسية، وكل ما نرجوه يعد امتناناً لله أولاً ثم لشركائنا شركة صلة وضيوفنا من متحدثين وحضور أن تكون أمسية هذا العام في إطار مفهوم الحوار الذي يقرب ويعزز الثقة ويزيد من المعرفة ويقدم في توصياته ما يخدم المهتمين وأصحاب الشأن.