|


د.تركي العواد
شكراً فرسان العرب
2012-08-08

جاء العيد مبكرا هذا العام. فيوم الاثنين الماضي كان عيدا بمعنى الكلمة لنا جميعا لأن أبطالنا وفرساننا رفعوا رأس الوطن بتحقيقهم برونزية قفز الحواجز في دورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليا في لندن. شاهدت فرساننا وهم يقفزون الحواجز بخيولهم على الهواء مباشرة في اليوم الأول وفي اليوم الثاني إلى أن صعدوا على منصة التتويج وفي كل مرة أشاهد إعادة السباق ـ رغم معرفتي بالنتيجة مسبقا ـ أجد قلبي يرتجف خوفا من أن يُسقط أحد فرساننا حاجزا فنخسر الميدالية. كان الأمير عبدالله بن متعب رائعا بمعنى الكلمة وهو يبدأ السباق بعزيمة وهمة لا تجارى فبعث بنتيجته الرائعة الحماس في بقية الفريق ليكملوا المسيرة. كان رمزي الدهامي كما عرفناه دائما رجلا لا يدخل الخوف لقلبه ولا التردد. أما كمال باحمدان فلم يخيب الظن وكان واثقاً من نفسه ومن فرسه وكأنه يأبى إلا أن يمنح بلده ميداليتها الأولى منذ أولمبياد 2000 في سيدني. وعبدالله الشربتلي كان في الموعد رغم حداثة تجربته وعدم معرفته بحصانه الذي كاد يخونه في أكثر من موقف ولكن عبدالله قاتل قتال المحاربين ليرفع علم المملكة العربية السعودية عاليا في سماء لندن. الشكر كل الشكر لفرساننا الشجعان ولمجلس إدارة صندوق الفروسية السعودية على هديتهم الغالية لوطنهم الغالي، فما أحوجنا لتلك الميدالية التي بدلت اليأس بالأمل وجعلتنا نحس أننا مبدعون في مسابقة من أعرق وأنبل المسابقات الأولمبية بعد أن اعتقدنا اننا سنكتفي هذه المرة بالفرجة والتصفيق لأبطال العالم وهم يتوشحون بالميداليات الأولمبية ونحن لا نتوشح إلا بميدالية الابتسام. الأمير نواف بن فيصل كان أسعد الناس وهو يتوج فرساننا بالإنجاز الأول من نوعه على مستوى الفرق. فشكراً للأمير نواف على كل ما فعل من أجل هذا الفريق ليحصد مع الأبطال نتيجة صبره وحلمه ومثابرته فهو الآخر يستحق ميدالية أولمبية لثقته في أبنائه، فبدون تلك الثقة لم نكن لنهزم الأمريكان ولا والسويسريين ولا الكنديين.