يقول المثل “Curiosity Killed the Cat” بمعنى أن الفضول يقتل، ولكن مفهوم المثل تغير بعد هبوط المسبار الأمريكي “Curiosity” على سطح المريخ بعد رحلة امتدت لثمانية أشهر، قطع فيه المسبار 566 مليون كم قبل دخول الغلاف الجوي للمريخ بسرعة 20921 كم/س، تلك الأرقام تعطي دلالة على عظمة الإنجاز الذي يفوق هبوط “نيل آرمسترونق” على سطح القمر قبل نصف قرن. في الوقت الذي وصلت فيه أمريكا إلى المريخ وبدأ المسبار بإرسال الصور إلى الأرض، لازلنا نتخبط مع “الربيع العربي” الذي أراه خريفاً تتساقط فيه الأوراق بدلاً من أن تزهر فيه الورود، فنختلف في التفاصيل والأمور الهامشية وغيرنا يتطور ويتقدم بسرعة المسبار، ولعل نتائج الأولمبياد الحالي تفرض علينا أن نعيد النظر في مكانة الرياضة من المجتمع الذي لازال ينظر لها بشكل دوني لا يليق بها. الطموح له علاقة بالفضول، وعلينا أن نرفع سقف الطموح لكي نصل لمستوى يرفع من نظرة المجتمع للرياضة، وحين نفخر بميدالية برونزية يتيمة في حين تحقق دول وأفراد ميداليات تفوق ما حققته الرياضة السعودية في تاريخها رغم أنها لا تملك شيئاً من إمكاناتنا، فإن هناك خللا في مفهوم الإنجاز وعلينا أن نتعاون لتغيير ذلك المفهوم ببناء شخصية الرياضي السعودي ليصل للهدف المنشود. قبل ذلك يجب أن نحدد أهدافنا بوعي مبني على معرفة الإمكانات والأدوات وقوة المنافسة، وعلينا أن نتعامل بوعي أكبر مع النتائج المتحققة على المدى القصير حتى نحقق نتائج أفضل على المدى المتوسط ونصل للهدف على المدى الطويل. فمن الظلم أن نعود لنقطة الصفر عند الإخفاق الأول وننسف الخطط التي وضعت، خصوصاً إذا كانت تلك الخطط موضوعة بعناية من قبل متخصصين. تغريدة tweet: منذ سنوات طويلة أسمع بالفضول الأمريكي للتعرف على المريخ، والسؤال الدائم: هل يوجد حياة على كوكب المريخ وما نوعها؟ وقد حملت أفلام الخيال العلمي الأمريكية الكثير من التصورات لتك الحياة مما زاد من درجة الفضول، فجندت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” كافة جهودها وجنودها لإشباع ذلك الفضول الجميل، فكانت تسمية المسبار “فضول” وكانت رحلة سيسجلها التاريخ ضمن أعظم منجزات البشرية، وسيرسل “فضول” صوراً تشبع فضول الباحثين عن الحقيقة والاستفادة منها .. وعلى منصات رمضان نلتقي،،،