عشت في نادي الهلال أكثر من عشر سنوات عرفت من خلالها قيمة الجماهير الهلالية وقدرتها على دعم النادي وانتشاله من ظروفه مهما كانت صعبة. لم أجد جماهير تعشق ناديها من القلب بإخلاص وتفان مثل الجماهير الهلالية. فما يميز جمهور الهلال إضافة لعشقه للون الأزرق هو وعيه وفهمه للأمور الفنية وعدم سكوته على الأخطاء وهذا سبب استمرار الهلال بطلاً لعقود. فلم تنتقد الجماهير مدرباً إلا وثبت أنه مدرب لا يناسب الهلال. ولم ينتقدوا إداريا أو لاعبا إلا كان لهم نظرة صائبة فيما ذهبوا إليه. لذلك كانت الإدارات المتعاقبة على الهلال تحسب حساب الجماهير وتحترمها لأنها تعرف وعيها وقوة تأثيرها. منذ جاءت إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد والجماهير الهلالية تدعمها وتؤازرها كما تفعل دائما مع كل الإدارات. والحقيقة أن الأمير عبدالرحمن أيضا عامل الجماهير بحب واحترام وهذا ما جعل الهلاليين يفخرون برئيسهم ويباركون استمراره وإدارته لأربع سنوات إضافية. ولكن ما عكر مزاج الجماهير وأغضبها واستفزها ـ بشكل لم أشهده من قبل ـ هو ما كتبه الأستاذ عبد الكريم الجاسر عضو مجلس الإدارة والمتحدث الرسمي في نادي الهلال في إحدى تغريداته عن جماهير الهلال. الغريب أن الموضوع مر على الإدارة الهلالية مرور الكرام ولم تعلق عليه ولم تقدم توضيحاً لما قاله الجاسر رغم الغضب الجماهيري الكبير وكأن الجماهير التي تحترق في المدرجات وخلف الشاشات ليست جزءاً من هذا النادي وكأنها لم تشارك أبدا في صنع إنجازاته وكأن صاحب الحق الوحيد في الحديث عن الهلال وشؤونه هو المتحدث الرسمي. الجماهير الهلالية لم تقف مكتوفة الأيدي بل انتقدت ما قاله الجاسر في مواقع التواصل الاجتماعية والمواقع الإلكترونية وحتى في موقع النادي الرسمي. بعض الجماهير ردت على الموضوع شعراً عل صوتها يصل لرئيسهم وشاعرهم. استوقفني رد أحد عشاق الهلال على ما قاله الجاسر بقصيدة طويلة اخترت منها بيتين يعكسان حال الجماهير المجروحة. أمية الفكر عيبك يوم عممت سبحانه اللي خلق فرّق وميزنا حنا الجماهير لو تخطي تندمت مجنون ما هو بعاقل من يواجهنا