وأيضا أقول بطولة الدوري ليست لمن يتصدر جولاته الخمس بعد أن تساءلت عقب الجولة الأولى ما إذا كان هناك من يعتقد أن الدوري بنظام خروج المغلوب أو هو يريد أن يشيع هذه الحالة الملتبسة الفهم لفرض لا علاقة له مباشرة في منافسات الدوري التي في كل بلدان العالم حالة من التنافس المستمر تغذيه مصادر متنوعة وتتحكم فيه ظروف متغيرة في برنامج زمني ممتد حتى نهاية آخر الجولات، وإن تقدمت بعض جولات فلربما يحدث ولكنه الاستثناء وليس القاعدة. لن تكون فترة توقف الدوري 15 يوماً مريحة لبعض الفرق، وأظن الشباب أولها إذ كان يمكن له أن يلعب مباراة الجولة السادسة سريعاً ليزيح عن كاهله عبء خسارته أمام الفتح (2ـ4) ويجعل من هذا السقوط أكبر حافز للنهوض والسير نحو هدفه الحفاظ على لقب الدوري، إلا أن جماهير الفتح لابد وأنها تود لو طالت فترة التوقف فالتمتع بصدارة دوري زين لا تأتي دائماً. ما حدث للشباب ـ أمس ـ هل كان أول اختبار حقيقي له بعد أن دخل أو تم إدخاله في قفص من ذهب وتكاثرت عليه الألقاب وبدأ حياة الزهو الكروي أم أنه عارض فني قد يشبه الحجر الذي يرمى في بركة ماء يتعكر ماؤها بعض الوقت وما تلبث أن تتطهر وتصفو؟ في تقديري لا هذا ولا ذاك، بل إنها طبيعة منافسات الدوري الذي تحكمه الأرقام والفرق المؤهلة للمنافسة تفهم ماذا تعني الأرقام وأن جمعها أيضا يأتي بضياعها من منافسيهم الحقيقيين. الدوري كتلة واحدة في حركة التباعد والتقارب، ومن الطبيعي أن تكون هناك فرق قد يكون لها المشاركة في تغيير قواعد لعبة التنافس لكن لا قدرة لها على التحكم بها، وعادة هذه الفرق هي المرجحة وخسارة حامل اللقب من الفتح قيمته في قطع الطريق على إضافة الشباب مباراة إلى رصيده دون هزيمة بعد أن بلغ المباراة الرابعة والثلاثين لأن منافسيه هزموا قبله ومرشحين للهزيمة في جولات مقبلة ورهان الشباب معهم من يحافظ أكثر ويفرط أقل، أي الاحتكام إلى طبيعة الدوري وعقيدته التي لا يمكن أن تتغير أو تتبدل، وحين فعلنا ذلك بتغيير نظام الدوري من 91م عدنا بعد أن تهنا في دروب التصنيف وتفنن مؤرخونا الرياضيون في النط على حبال التسميات من كأس إلى دوري إلى بطل للدور التمهيدي وآخر للمربع. الأمر الذي أيضا يجب عدم تفويته هو ميشيل برودوم الذي حقق الرقم القياسي في درجة الرضا عليه حتى من آخرين لا علاقة لهم به خاصة من أصحاب الرأي الموسوم بسمعتهم يقولون فقلت فما حدث للشباب – أمس – وأمام الفتح لابد أن ينال منه وأن يعيد حسابات البعض ممن تعتقد أنهم على قدر جيد من الفهم الفني، إذ ظهر عوار فني بائن في منطقة الاضطرابات، وأقصد بها تلك التي بالقرب من قوس خط الـ18، وأسباب ذلك عناصرية وتكتيكية، كما أن ما يمكن أن كشفه البرازيلي إلتون ورفاقه في استغلال الأطراف التي غادرها ساكنوها مهم جدا للتأكد من إذا كان برودوم يعرف حجم إمكانات فريقه والأهم إمكانات غيره من المدربين والفرق الأخرى، فالشبابيون يقولون إنهم عهدوا له بكل شيء يتعلق بالفريق، والكل صفق لهذا الفكر، لكن هل كان ذلك التصفيق لما كان يقدمه الفريق فعلاً أم لعدم وجود الرابط العاطفي مع الفريق الأمر الذي كان يجعل الاستشعار ضعيفاً أو حتى معدوماً. رئيس التحرير