قدم مدرب الهلال الفرنسي أنطوان كومبواريه درسا جديدا في كرة القدم لم أحضره من قبل في مباريات الهلال والنصر. فاستغناؤه عن أربعة من نجوم الفريق – رغم جاهزيتهم- في مباراة الديربي الماضية أمر يدعو للدهشة. فلم أصدق عيني عندما ظهرت أسماء اللاعبين المشاركين في المباراة على شاشة التلفزيون. معقول؟ ياسر القحطاني الذي سجل ثلاثة أهداف في المباريات الأربع الماضية ليس أساسيا ومحمد الشلهوب - محبوب الجميع- لايلعب في مباراة النصر. لا.. لا.. زودها المدرب سالم الدوسري احتياط. صرخ أحد الأصدقاء قائلا "حتى الفريدي ياكومبواريه". أصبح المشجع الهلالي يقلب كفيه قبل بداية المباراة لايدري هل ما فعله المدرب عبقرية أم جنون؟ ولكن المباراة اثبتت أن من عوضوا غياب النجوم الأربعة كانوا أكثر تأثيراً وقتالية وتحركا من نجوم دكة الاحتياط. فالمدرب قرر التمرد على كل لاعب لا يركض حتى ينقطع نفسه. فاختيارات المدرب رسالة قوية لكل من زاد وزنه وقلت حركته وطال احتفاظه بالكرة بأنه لن يكون جزءا من تشكيلة الفريق. فالمدرب على استعداد لإشراك الظهير ياسر الشهراني في الوسط الأيسر ما دام سيركض ويقاتل حتى الدقيقة الأخيرة ولن يفكر لحظة واحدة في إشراك الشهلوب. وعلى استعداد لإشراك الكوري يو كرأس حربة حتى لو ضيع عشرة أهداف محققة مادام سيركض 90 دقيقة، ولن يعطي لياسر القحطاني الفرصة للنزول إلا بعد أن يطمئن على النتيجة. والأغرب أنه سيشرك الظهير سلطان البيشي في الوسط الأيمن بشرط أن يركض أكثر من أحمد الفريدي وسالم الدوسري. أنا مثل بقية الجماهير لا أكاد أجزم بعبقرية كومبواريه من جنونه، فالخط الفاصل بين الاثنين يصعب تمييزه الآن. المباريات المقبلة كفيلة بإيضاح الصورة.. ولكن إلى أن يلعب الهلال مباراته المقبلة مع الشعلة ستستقر الدهشة على وجه كل هلالي.