|


سعد المهدي
بل تكريمهم واجب
2012-09-05

الألعاب الرياضية التنافسية لا تحتمل أنظمة الحكومة وبيروقراطيتها كذلك الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني والأخباري ولكن لأنه تم وضعها في إطار جهات حكومية فلا بد من التعامل بواقعية دون تقريط في تحقيق الكفاءة العالية لهذه المنتجات ولا الافراط في لوم الجهات الحاضنة لأنها هي الأخرى محكومة بأنظمة وقوانين حكومية تنظم عملها. ولمن لا يريد أن يفهم أن هناك ـ وفي هذه الجهات ـ موظفين لابد أن يمضوا سنواتهم الوظيفية الكاملة كحق طبيعي كغيرهم من موظفي الدولة ويمكن حتى التعاقد معهم بعد انقضاء سنوات العمل النظامية، أيضاً كما يحدث مع موظفين آخرين في جهات حكومية أخرى نقول لهم إنه من غير المقبول أن يكون هذا مدخلا للإساءة لهؤلاء الرجال الذين عملوا وأخلصوا وأفنوا حياتهم في خدمة وطنهم من خلال هذه الوظائف، بحجة أن منتخب كرة القدم خسر أو أن هناك تراجعا فنيا في مستوى الألعاب أو عدم وجود بيئة ملاعب مناسبة أو منشآت تماثل دولا قريبة أو بعيدة أو غير ذلك من أمور لا علاقة مباشرة لهم بها. القيادات التي عملت في الرئاسة العامة لرعاية الشباب بدأت صغيرة و صعدت إلى الصفوف المتقدمة من خلال سنوات عمل وصبر وكفاح وبكفاءة نظامية دفعت بها إلى المراتب الوظيفية التي تخولهم لاحتلال المناصب وهذا يحدث أيضاً في كل الجهات الحكومية في الدولة وكانت خدمتها في إطار الهيكلة الإدارية التي تضمن للرعاية أن تفي بالتزاماتها الحكومية مع موظفيها والمستفيدين من خدمتها أي أنه ليس في شروط توظيف هذه الجهة أن تكون خبيراً رياضياً ولا يتطلب الأمر ذلك في إدارات مالية وقانونية وموارد بشرية وغيرها من أعمال تقوم أركان هذه الجهة الحكومية عليها لتباشر مهامها مع أطراف أخرى ونوعية أعمال تتطلب تخصصات وخبرات تتعلق بالأنشطة التي تنظمها وتشرف عليها وهنا مسؤولية جهة التوظيف في الخدمة المدنية. أود أن أقول أن النغمة المسيئة التي يعزفها البعض كل ما عنَّ لهم من أن رعاية الشباب يجب أن تتخلص من الموظفين الذين عشعشوا فيها بحسب وصفهم هي مسيئة وأيضاً غير عادلة وفيها تجاوز يجب ردعه فموظفو الدولة تحكمهم أنظمة وقوانين وليس من حق أي جهة أخرى أن تطلب أو تحكم ببقاء أو رحيل موظف من وظيفته إلا جهات الاختصاص المخولة بذلك وبحسب الأنظمة المرعية. نعم نحن مع التجديد ومع التخصص وأيضاً مع استثمار الخبرات وهذا ممكن دون أن نتنكر لهؤلاء الرجال الذين لقوا الاحترام والتقدير من القائمين على هذه الجهة الحكومية وإذا ما جاءت ساعة رحيلهم فستودعهم دون أن تنسى أنهم اسسوا لما تحقق وإذا كان هناك الآن من حاجة إلى إعادة ترتيب البيت من الداخل فهذا أمر طبيعي وسنة من سنن الحياة. لا يمكن أن نسمح للانفلات الإعلامي بوسائله كافة قديمها وجديدها رصينها وهزيلها أن يحول الأمر إلى حفلة إساءة بما يشبه التشفي فلا القيادة الرياضية وهي التي تثمن وتقدر كل جهد وإن صغر شأنه من أي جهة كانت أن تقبل وربما هذا هو عزاء هؤلاء الرجال ومن مثلهم، ولا أحد من أبناء الوطن يقبل أن يساء للرجال الذين عملوا في الخدمة العامة فقط لأنهم يعملون في جهة يشرف جزء منها على أنشطة رياضية تنافسية تولد التشاحن والبغضاء والعداء والإساءة بدعاوى إصلاح وتغيير أيضاً مشكوك في جديتها وسلامة نوايا مدعيها.