في النقد الببغاوي نسبة إلى الترديد دون حذف أو إضافة أو فهم يقول البعض من المسؤولين أو النقاد إن الرياضة المدرسية كانت رافداً مهماً في إنعاش الحركة الرياضية في البلاد، وأنه مع تراجعها فقدت الرياضة الكثير من قوتها وعناصر التفوق، ولا ينفك الكثير من هؤلاء عن تذكيرنا حين كانت المدارس ساحة للتنافس الكروي في كافة الألعاب أو كيف أن النجوم المهرة قدمتهم المدارس للأندية، وهم بذلك يقولون إن المدارس في السابق كانت تملك إمكانات في كوادر تعليم التربية البدنية وملاعب وصالات ومعدات وساعات نشاط وكوارد تنظيمية وجسور متينة بين المنزل والمدرسة والنادي طبعاً هم لم يقولوا ذلك لكنه ضمناً لابد أن يكون كذلك وإلا فإنهم يكذبون فهم يثنون على تجربة مرحلة قد تكون فيها بعض النجاحات لكنها ليست نموذجاً يحتذى ولا يمكن مقارنته مع ظروف المدرسة والمنزل والنادي في الألفية الثالثة. يغلب علينا العاطفة والحماس عند اجترار الماضي، وأعتقد أننا نحن إلى صبانا وشبابنا ونتعاطف مع أيامه أكثر من أننا نوصف بصدق واقعه الذي نعلم يقيناً أنه لا يمكن أن يتماشى مع حاضرنا وعلى الذين صدعوا رؤوسنا بما كانت تفعله الرياضة المدرسية في الغابر من الأيام أن لا يكون دليلهم عدد من الأسماء التي برزت خلال تلك الفترة، ففي كل المراحل برزت أسماء مثلها قبل وبعد، وأن ينتهوا من الحديث حول الجماهير التي كانت تزحف لمشاهدة هذه المنافسات وتمتلئ بها ساحات المدارس والطرق المؤدية إليها أولاً لأن ذلك غير دقيق ولا ينطبق إلا على سنة دون أخرى ومدرسة دون غيرها من المدارس، ثم إنه وبالفعل معلوم أنه لا توجد حينها القاعات والصالات والمدرجات التي يمكن لها أن تحتضن العشرات أو في موقع واحد بضع مئات مع الأخذ في الاعتبار الظروف التي استوجبت أن تكون هذه المنافسات الشغل الوحيد لهؤلاء الشباب والطلاب حيث ذاك الزمن الذي لا يوجد فيه أكثر من ذلك مما يمكن أن يعد نشاطاً أو ترفيهاً. أستطيع أن أعود لبعض الدراسات والأرقام التي ستكشف أن واقع الرياضة المدرسية خلال الفترة الحالية أكثر جدوى من قبله أو يوازيه كنسبة وتناسب، وذلك سيدخل في إطار واقع الرياضة المدرسية ساعات تدريبها والأدوات المساندة من ملاعب ومعدات وعدد المشاركين من الطلاب والمشرفين عليهم من المعلمين والبرامج التنافسية بين المدارس على مختلف مراحلها والمحافظات والمناطق وإنجازات المنتخبات المدرسية على مستوى المشاركات الخليجية والعربية والرياضيين المنضمين للأندية في كافة الألعاب وهم على مقاعد الدراسة، كل ذلك سيرجح الدور الذي تقوم به المدارس تجاه الرياضة حالياً على دورها في الماضي أو على أقل تقدير سيحفظ لكلا المرحلتين حقهما، وقد يكون النقاد منشغلين في أمور لم تمكنهم من متابعة ومعرفة ذلك، لذلك اكتفوا بأن يرددوا كالببغاوات. لكن هل نحن راضون عن الرياضة المدرسية بقياس ما نتطلع له في هذه المرحلة؟ بالطبع لا، فهي ما زالت تئن من آثار محاولات (رجعية) كانت تمارس ضدها أفعالاً وتهميشاً أكثر من عقدين من الزمن، وحتى تتعافى وقد بدأت كذلك بفضل كثير من برامج إعادة التأهيل والتطوير التي اعتمدت على متخصصين وأكاديميين جابوا العالم لأخذ الكثير من تجارب دوله، إلا أنه ما زال أمامها الكثير حتى يمكن للرياضة المدرسية ليس من أجل أن تتحول إلى الرافد الأول للنشاط الرياضي المحترف ولكن لتلعب دورها الرئيسي في تفعيل نشاط التربية البدنية لتعود بالنفع على المجتمع وتنعكس على التنمية الوطنية للبلاد ككل.