عشت خارج المملكة سنوات عدة تذوقت فيها مرارة الغربة وعرفت فيها حب الوطن والحنين لترابه الطاهر. فكل ساعة قضيتها في الخارج زادت حبي لوطني سنوات. لا يدرك البعض حبه لوطنه ولا مقدار الوطنية الكامنة في نفسه إلى أن يختبرها فيجدها راسخة في نفسه رسوخ جبال طويق. نعيش هذه الأيام الذكرى الثانية والثمانين لتوحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ وفي كل يوم من أيام الوطن نحس بالفخر لأننا أبناء هذا الوطن الغالي. فالأجداد وضعوا لنا قواعد الدولة الحديثة بكل ما تعنيه الكلمة. وجاء الآباء بعدهم ليكملوا مسيرة البناء إلى أن وصلنا لما وصلنا إليه الآن. قادنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ وولي عهد الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز ـ سلمه الله ـ لآفاق جديدة لم يكن يحلم بها حتى أكثر المتفائلين منا. اليوم نحن ننتمي لدولة من أكبر عشرين اقتصادا في العالم. نحن ننتمي لدولة تقود العالم في نشر التسامح والتآخي والسلام بين شعوب الأرض. نحن ننتمي لدولة أصبحت إحدى أهم دول العالم في التأثير السياسي رغم أنها تقع في الشرق الأوسط المليء بالصراعات والأزمات. كل هذا التطور والتقدم والازدهار لم ينسينا مسؤوليتنا الكبرى في عمارة الحرمين الشريفين وخدمة الحجاج والمعتمرين الذين يتوافدون بالملايين سنوياً على مقدسات المسلمين. اليوم نقف أمام شعوب الأرض مرفوعي الرأس، يملؤنا الفخر والاعتزاز بالإنجازات التي حققها هذا البلد وأبناؤه. وتبقى المسؤولية كبيرة علينا لمواصلة البناء والعطاء والعمل بالإخلاص لكي ينعم أبناؤنا وأحفادنا بما نعمنا به من أمن وأمان ورخاء واستقرار. كل عام ووطنا يزداد شموخاً وعزاً، فالعمر يكبر عاماً والحب والولاء يكبر أعواماً.