|


سعد المهدي
الهجرة العكسية للاعبين
2012-09-28

هل هناك لاعب متميز في دوري الأولى؟ أعتقد نعم لكن هل يجب أن يتم ضمه لقائمة المنتخب، أظن ليس بالضرورة. لو طرحت سؤالا على من يطالب بضم لاعبين من دوري الأولى في المنتخبات، هل هناك لاعب في دوري الأولى تتمنى ضمه لناديك المفضل؟ لربما أجاب بالنفي ولو أعدت عليه السؤال وهل فيهم من يستحق أن يضم لقائمة أحد المنتخبات الوطنية لأجابك بالطبع نعم. إذاً كيف نفهم مثل ذلك؟ أولاً إن الذين يرددون في بعض المناسبات أن على مدربي المنتخبات مراعاة أن هناك لاعبين مميزين يلعبون لدوري الأولى يستوجب ضمهم هم يقولون ذلك من باب تطويل الكلام عندما تتم مناقشة الأمور الفنية للمنتخبات أو استعراض بعض ما حققته من نتائج فيطغى الحماس ويطول الكلام فينجر لا إرادياً للبحث عن لاعب خفي يرى أنه ربما كان من بين أسباب عدم نجاح المنتخب أو أنه سيكون قادراً على تعزيز قوته، وما لم يتم الإعلان عنه حتى الآن هو أسماء هؤلاء اللاعبين الذين يستحقون ضمهم للمنتخبات من بين لاعبي دوري الأولى فلا الذين يروجون لذلك أعلنوا هذه الأسماء ولا من يستمعون لمثل هذه الآراء طالبوهم بذلك. الحقيقة أنه لا يوجد لاعب في دوري الأولى يستحق أن يكون لاعباً في المنتخب الأول ولا أظن هذا أمر معيباً أو غريباً.. من حيث المبدأ لا تختلف المواهب ولا تنحصر في مكان أو زمان إلا أن بيئة الموهبة والعوامل المساعدة لتنمية هذه الموهبة هي التي تختلف لذلك فإن موهوب الأولى أو أندية الأرياف لا يمكن أن يبدأ في مجاراة غيره والتساوي معهم إلا إذا عاش في ذات البيئة واستفاد مما يستفيد منه غيره من إمكانات وظروف مختلفة لها تتماس مع حركة التطور التي يكتسبها الموهوب. تسمع أحياناً ومن باب التشكيك في الطريقة المتبعة في اختيار قائمة المنتخب أن اللاعب فلان القادم من دوري الأولى والمنتقل إلى أحد الأندية الممتازة أنهم وعدوه بأن ينضم للمنتخب وبالرغم مما في باطن ذلك من اتهام بسوء الإدارة وفسادها دون دليل إلا أن ذلك من حيث المنطق الفني طبيعي إذ أن هذه الموهبة تحتاج فقط إلى نقلها إلى مناخات يكتسب فيها ما كان يفتقده من دعم معنوي ومادي وفني وطبي ونفسي وجماهيري لتتبلور شخصية هذا اللاعب الفنية وتتضافر داخله كل الإمكانات فتجعل منه لاعباً يختلف عما كان عليه في دوري الأولى أو ما دون ذلك ولا علاقة أخرى لاختياره غير تلك. اللاعبون الذين كان لهم حضور مدهش وتأثير ظاهر من لاعبي دوري الأولى خلال مسيرة المنتخبات الوطنية حين ذاك كان الفارق الفني والبدني وحتى المعنوي والمادي بينهم وزملائهم في الدوري الممتاز ليس شاسعاً كذلك كان معظمهم ممن لعبوا لأندية وصلت للممتاز أو انتقلت منه أو عادت إلى أنديته كما كانت المنتخبات تعتمد على أساليب تحفيز من معسكرات ومباريات ودية وثبات على ثلثي الأسماء فترة زمنية طويلة خلقت هذا التوافق أو التقارب. حالياً أصبحت الهجرة عكسية فمن يقل عطاؤه أو لم ينجح مع ناديه تستقطبه أندية الأولى والثانية. المطالبة بمتابعة لاعبي دوري الأولى والفئات السنية منطقية وواجبة ولكن لكشافي الأندية قبل أن يكون لمسؤولي المنتخبات أو مدربيها.