|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
رسب الهلال ونجح الأهلي والاتحاد
2012-10-05

لم يكن يوماً تلميذاً بليداً.. ظل زمناً طويلاً في قمة الترتيب.. استطاع خلال سنوات طويلة أن يحصد معظم البطولات المحلية وكثيراً من البطولات الدولية فحق له أن يتوج زعيماً للأندية السعودية والآسيوية. التلميذ البارع المتفوق دائماً في الكرة السعودية.. ذاك الذي عادة ما يظهر نبوغاً في (فيزياء) الحركة والقوة و(كيمياء) التفاعل والتناغم عبر تركيبته الفريدة.. هذا التلميذ النجيب بات ضعيفاً في المادتين.. رسب في أكثر من اختبار محلي منذ بداية المشوار.. وسقط سقوطاً ذريعاً في منتصف وأواخر المشوار الآسيوي.. شهادة (الزمالة) للبطولة الآسيوية باتت قديمة.. وليس (الهلال) من يعيش على (التاريخ).. ظل يبحث عن نجاح جديد فيها بعد أن أضحت أكثر قوة وجاذبية ومتابعة إعلامية.. لكنه فشل.. سقط الهلال (الجمل) وربما لم تعد الجمال اليوم مضرب (المثل) حينٍ عادت النمور ـ بعد غياب عام ـ للظهور، وزأرت الأسود بعد نومها الطويل لتعود من جديد قوية مخيفة.. سقط الجمل الهلالي لتكثر (سكاكين) الحاسدين والشامتين.. ولم يسلم هذا الجمل الأصيل من سكاكين (أنصاره) الذين راحوا يهتفون لـ (ناحريه).. يحيونهم وهم يشربون من دمه (أربع) مرات ويقطعون أوصاله ويأكلونه بكل بساطة وأناقة بعصاتي (هاشي).. نعم، استمتع الكوريون بـ (الحاشي) أمام أنظار كل (العربان) الذين خرج بعضهم حزيناً وبقي البعض الآخر (تائهاً) يشجع الكوريين.. ولا أرى فيما فعله الجمهور ما يدعو لتفسيره على أنه خروج عن الوطنية.. وإنما هي (رسالة) رفض لما قدمه الهلال في تلك المباراة المصيرية.. وربما هي تعبير عن تقدير ما يقدمه المنافس حين يظهر قدرات استثنائية ويفوز بنتيجة تاريخية على (مستضيفه).. ربما هي تلك (الروح الرياضية) التي كنا نبحث عنها في المنافسات المحلية أظهرها الجمهور المتعطش للعالمية في ليلة سقوط هلاله.. ربما. إن أوضاع زعيم الكرة السعودية (النجيب) تحتاج إلى دراسة مستفيضة بعد أن تكرر (الرسوب). إن الأداء الفعال في كرة القدم والذي يقود إلى النجاح وتحقيق البطولات يحتاج إلى لاعبين يتمتعون بقدر كبير من القوة والمهارة والسرعة، تتحد كل هذه العناصر وتتفاعل مع بعضها لتقدم لنا ذلك الأداء المثمر الجميل وهو ما كان عليه الزعيم سابقاً، قبل أن نجد لاعبيه في السنوات الأخيرة يفقدون جانب القوة، ويعانون من بطء الحركة ويفقدون قدرتهم على التركيز. رسب الزعيم آسيوياً.. وعليه أن يعيد المحاولة مرة أخرى متحلياً بالصبر الجميل خاصة وأن البطولة تقام كل عام.. المهم أن ترتب الأوضاع الإدارية والفنية لإعادة الاعتبار عبر المنافسات المحلية التي باتت اليوم مثل العالمية (صعبة قوية) بوجود أندية طامحة لديها (رغبة قوية) في تحقيق البطولات كـ (فتح الإحساء). مبارك للاتحاد الذي خرج من الصين بالتأهل بأعجوبة واستحق ذلك بعد أن قدم المهر في لقاء جدة.. مبارك للأهلي الذي أمتعنا وفك عقدة سباهان بـ (أربعة) كانت قابلة للزيادة، وأعطى للكرة السعودية قيمة أكبر بتواجده مع الاتحاد في الدور نصف النهائي الآسيوي الكبير. مبارك لعملاقي جدة، وسنكون مع أحدهما في النهائي الكبير مؤازرين لنزفه للعالمية التي لن تكون سهلة ولكنها تبدو غير بعيدة لفريقين مؤهلين. بقي أن أقول إن (العميد) يبدو أكثر حظاً من جاره (الراقي) للوصول إلى النهائي.. والله أعلم.