بعد غد يحتفل المسلمون بعيد الأضحى المبارك ويحتفل زهاء مليونين منهم بإتمام مناسك الحج، تقبل الله من الجميع صالح الأعمال، وكنت في كل عيد أردد بيت المتنبي الذي يقول فيه: عيد بأية حال عدت يا عيد .. بما مضى أم لأمر فيك تجديد، ولأنه عيد الأضحى أتساءل معكم من الضحية؟ من ضحايا العيد شعب سوري يباد على يد حاكم مستبد لم يفهم نتائج الخريف العربي في أربع دول أخرى انتصرت فيها الشعوب على الحاكم الدكتاتور الذي خسر حربه ضد المنطق والعقل والعدل وإن تأخر صدور الحكم عليهم لعشرات السنين ولكن رياح التغيير هبّت واقتلعتهم، وننتظر اقتلاع بشار. من ضحايا العيد مواطن غلبت عاداته عباداته فاقتنع بأن الأضحية لا تصح إلا بكبش نجدي فاضطر لدفع آلاف الريالات في خروف لم يكن يساوي قبل أسابيع نصف سعره اليوم، فأصبح المواطن ضحية جشع بعض التجار وضحية إصراره على هذا النوع من الأضحية متجاهلاً فتاوى تجيز له غيرها. من ضحايا العيد شخص لم يتمكن من الحج ولم يصم يوم عرفة الذي يكفر سيئات سنة ماضية وعام قادم رغم أن الأجواء تساعد على الصوم، ولكن الشيطان انتصر على عقل ذلك المسلم فتقاعس عن صيام ساعات لها أجر عظيم لا يماثله أجر يوم في العام كله. من ضحايا العيد إنسان بسيط لا يملك من المال ما يستطيع به السفر خارج الوطن، فلم يجد في الوطن من يساعده على رسم الفرحة لصغاره الذين يسألون والدهم: لماذا يسافر غيرنا إلى “دبي” وغيرها ونحن نبقى في مدينه خرسانية خالية من ملامح الترفيه الممتع البريء المنظم. من ضحايا العيد بعض من أساء فهم العيد ومعانيه فبالغ في التكاليف المصاحبة له أو وضع نفسه تحت ضغط متطلبات العيد التي فرضتها عليه العادات أكثر من العبادات فكان ضحية من ضحايا العيد. تغريدة tweet: أحبائي يتابعون مقالي وحساباتي في مواقع التواصل الاجتماعي ولهم أبعث عبر هذه التغريدة تهنئة من القلب بعيد الأضحى المبارك وأتمنى من الصائمين غداً والحاجين ألا ينسوا محبهم من صادق الدعاء بأن يوفقني الله في الدنيا والآخرة ويبلغني ما أحب في من أحب.. وعلى منصات العيد نلتقي،،،