أستطيع وغيري كذلك فهم لماذا يتنامى الشك في سلامة مواقف البعض ممن كانوا يرون أن إضفاء عبارات مجاملة قبل أو بعد أسمائهم كاف لأن يكونوا بعيدين عن المساءلة وكأن (صاحب التاريخ والرجل الفاضل الخلوق) حصانة ضد أن يساءل أو لا تعني أنه يمكن أن يخطئ مع أن كل البشر خطاؤون وخير الخطائين التوابون. شخصياً لم أعد ميالاً لإتباع تقييم مسطرة فقدت وجاهتها كنا قد سلمنا لها الأمر لتحكم وتقرر وتأمر وذلك لأن العمل بالقانون واللوائح أفقدها العذرية وعليه لزم أن نسلم الأمر لهما، ففي القانون واللوائح حماية له ولنا ولكلنا ولا أظن أحداً يريد غير ذلك. وللقانون تفسيراته التي يمكن أن يفصل فيها القضاة فقط سواء على شكل محاكم أو لجان قضائية متخصصة في شأن (ما) وللوائح أن تنظم العمل وتحدد مساراته وينجح خبراؤها في فهمها أكثر من غيرهم لكن لا القانون ولا اللوائح تمنع أحدا من أن يطلع عليها ويقرأها وربما يفهمها، ومن حقه أن يسأل أو يستفسر ويستغرب ويتعجب من معالجاتها أو صياغاتها، له أن يشتكي من ظلمها وجورها حين تسن وتكتب أو حين لا تطبق أو تطبق على نحو يرى أنه غير عادل، ومن هنا جاء الاستئناف أو التمييز، لذا ففي الحالتين يبقى دور الطرف الذي يكتب من أجله النظام أو الدستور مهماً بل وحاسماً في الموافقة عليه والقناعة بعدله وقدرته على معالجة كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالشأن الذي اجتمع فقهاء القانون وأساتذته واختصاصيوه لكتابته من حيث إحاطته للواقع ولما يستجد كما هي الحاجة لتطبيقه على الوجه الصحيح عند تفعيله وإقراره وأهمية أن يستأنف فيما يجاز له فيها الاستئناف إذا ما أحس بظلم وقع عليه أو عدم قناعة بالحكم الذي يجب ألا يكون سارياً حتى يقول الاستئناف كلمته. في وسطنا الرياضي كغيره هناك من يريد أن يعمل بالقانون واللوائح، ولكن إذا كانت في صالحه وتحقق أغراضه، لكنه يتلكأ عند العمل بهما إذا ما أحس غير ذلك، ولأن مجتمعنا الرياضي يتواجد فيه من على علم ودراية وتخصص بالقانون ودهاليزه فإن الأمر يحتاج إلى حرص من هؤلاء على عدم الانزلاق في الحكم مع أو ضد بعض القضايا دون الاطلاع المباشر على كامل الأوراق ومعرفة الظروف والملابسات وألا يغرر بهم أصحاب المصالح الخاصة، أو يتعاطفون مع الأطراف التي تهتم بكشف هؤلاء بقدر بحثهم عن الحقيقة المجردة لأننا كعامة نتابع مثل هذه المسائل بطريقة تسليم الأمر لأهله وهذا الطرف يستطيع قلب الحقائق والتلبيس وهنا يبرز دور المتخصصين في هذا الجانب من المحايدين العاملين في الوسط الرياضي بالذات من الإعلاميين لأن دورهم مختلف جداً وربما حاسم في صناعة الرأي العام وصياغة خطابه في هذه المرحلة التي لابد من القول إنها مرحلة خصبة وقابلة للإخضرار إذا ما تمت رعايتها بأمانة وصدق، كذلك لها عواقب وخيمة إذا ما جعلناها تؤسس لمرحلة رخوة هزيلة سنضطر للعيش في كنفها عقدين أو أكثر لن تعود إلا بالضرر والسوء على واقعنا الرياضي الذي يقوى باجتماعنا جميعاً يداً واحدة، ولكن على الحق لأن الوطن ليس بحاجة لمن يخطئ في حقه متعمداً، وفي غنى عمن يخطئ في حقه جاهلاً، ولا يغفر لمن يخطئ متعمداً وجاهلاً من أجل تحقيق مصالح وأغراض شخصية ليس إلا.