تعد الضغوط النفسية لدى ناشئي كرة القدم أحد أهم الموضوعات في علم النفس الرياضي في المجال الرياضي، لما لها من علاقة مباشرة أو غير مباشرة في التأثير على سلوكيات الناشئ وأدائه داخل الملعب، وقد تتعدى ذلك إلى التأثير على صحته العامة، ويذكر العديد من الخبراء والمتخصصين أن الضغوط النفسية هي استجابة غير محددة صادرة من اللاعب بسبب مثير أو موقف يتعرض له خلال التدريب أو المنافسات، كاختياره لتمثيل الفريق أو للمنتخب أو على مستوى المناطق وهذا شيء مبهج ومفرح للاعب، ولكن الجانب السلبي هو ما يتعرض له الناشئ خلال المباريات التنافسية المختلفة سواء داخل مدينته أو بين مدن المملكة من هجوم من الجماهير بهتافات لفظية أو عنصرية قاهرة، وكلتا الحالتين مؤثرتان والضغط النفسي يزداد على اللاعب الناشئ وفقا لعدد سنوات الخبرة والممارسة، وقد يكون لانخفاض التوجيه التربوي من المدربين في الأجهزة الفنية أو لغياب الأخصائي للإعداد النفسي للناشئين وخبرة الأجهزة الفنية في الرعاية النفسية للنشء دور في شدة المؤشرات السلبية، وما لمسناه من ممارسات سلبية بين اللاعبين الصغار في نهائي كأس الاتحاد السعودي لكرة القدم بين ناشئي فريقي الأهلي والاتحاد في مدينة جدة من مواقف سلبية بين اللاعبين الناشئين، في الوقت الذي ننتظر منهم أن يكونوا عناصر فاعلة في منتخبات المملكة، يعطينا مؤشراً بأن لدينا ممارسات خاطئة في إعداد الناشئين، جعل الفوز وحده هو غاية كل منافسة، وغابت الروح الرياضية التي ينتظرها كل آباء اللاعبين قبل مسؤولي أنديتهم، ومن واقع متابعتي للبرامج التي تعد للبراعم والناشئين للمستقبل، أرى أن هناك ممارسات خاطئة اجتهادية غير مقصودة تعمل وتسبب هذه الظواهر.. لعل منها القدوة، فما حدث بين إبراهيم هزازي ومنصور الحربي في الدور قبل النهائي لأندية آسيا من موقف أكثر ما يطلق عليه أرعن لأنه حدث في نهاية المباراة التي شهدت روحا رياضية عالية، وكذلك الهتافات اللفظية التي تصدر من الجماهير تجاه بعض اللاعبين دون أن تلقى رادعاً، والأهم الطرق الخاطئة في إعداد الناشئين، فليس من المعقول وللعام الرابع على التوالي أن تقام منافسات جادة وساخنة ومباريات فوز وخسارة بين لاعبين لم يتجاوزا الـ(12) سنة والـ(10) سنوات في مختلف مناطق المملكة بتنظيم لايرقى للمستوى وتحكيم وسع صدرك كما يحدث في مسابقات تنظم على مستوى مدارس التعليم العام في مختلف مناطق المملكة من قبل النشاط الرياضي بوزارة التربية والتعليم من تنظيم مسابقات الصافي دانون والتي شهدت العام المنصرم في المباريات التي أقيمت بالرياض مناحة بين اللاعبين عند كل خسارة، حيث تولى المشرفون والمدربون تهدئة اللاعبين والقيام بدور الآباء والأمهات في تمسيح الدموع والتخفيف من آثار الخسارة بين الفرق المتبارية، بل حصل ما لم يكن في الحسبان عندما استعان أحد المشرفين بأحد أعضاء أحد الفرق الخاسرة في مساعدته في التخفيف من الخسارة على اعتبار أنه مر بالتجربة، وكذلك الحال بطولة موبايلي التي تقام بنظام يكفل التنافس للفوز فقط بدون روح للبطولة التي يمكن أن تستثمر بما هو أفضل، لكن مادام الشريك الأساسي (المتسابق السعودي) يريد ذلك فما على الباقي إلا التنفيذ، وما ينظم أيضا من قبل اتحاد اللعبة أو في معسكرات التدريب للاعبين الناشئين والبراعم تحت (10) سنوات في ظل قناعة المنظمين والمشرفين بأن مايقام من مسابقات للصغار لايوافق عليه الاتحاد الدولي ولا الآسيوي، ولكنه يطبق لدينا وكأننا أصحاب اختراع جديد في تنظيم مسابقات الفئات السنية التي تحدث في ظل المفروض أن يعمد المنظمون على جعل الناشئ يتنافس مع نفسه ويقارنها مع الآخرين وليس الخوض في منافسات جادة وفوز وخسارة في مرحلة مبكرة من عمره، ثم إن المستفيد من تنظيم هذه المباريات والمسابقات هم الإداريون الذين يجوبون المملكة طولا وعرضا، أما أبناؤنا الناشئون فحقهم منها التعب والنكد والفلس في المستقبل، ما يجب أن نقوم به أرى أن نطبقه عن قناعة من خلال تأهيل الأجهزة الفنية من المديرين والفنيين والمدربين ومساعديهم عن طريق حضور الدورات التدريبية والندوات والمؤتمرات العلمية المرتبطة بالرعاية النفسية وتدريبهم على طرق القياس والملاحظة لتشخيص الحالات قبل وأثناء المسابقات وضرورة توفير الأخصائي النفسي الرياضي مع الفرق الرياضية وتنظيم طرق تعاونه مع الأجهزة الفنية وإقامة مسابقات الفئات السنية تحت 12 و10 سنوات على شكل مهرجانات وتجمعات وكرنفالات وطنية يحضرها ويشارك بها أولياء الأمور والأمهات، ومحاضرات صحية وتطوير ذاتي للناشئين وتدريب مهارات واكتشاف مواهب لصقلها من قبل مختصين وإبرازها إعلاميا، وعلى معلمي التربية البدنية إبداء رأيهم فيما ينظم من مسابقات بين طلابهم وبالذات بطولات الصافي دانون وموبايلي، لأني على قناعة بأنهم لن يقبلوا بتنظيم لايرقي لتحقيق الأهداف المرجوة.. والله الموفق.