|


سعد المهدي
أعطوه حقه ولا تأكلوا نصفه
2012-11-08

أراد البعض من الزملاء معرفة لماذا طالبت بالأمس من خلال هذه الزاوية بعضاً من الذين شهدوا على خيبة سنغافورة 89م أن يدلوا بشهاداتهم في بعض أحداث تخللت المحاولة الأكثر فرصاً للنجاح لبلوغ المونديال التي باءت بفشل ذريع على يد أكبر نجوم الكرة السعودية وأحد أعظم مدربي العالم كارلوس ألبرتو بيريرا، عجزوا جميعهم في فك شفرة التأهل الذي بدأت محاولاته منتصف السبعينيات الميلادية وتحققت منتصف التسعينيات، وبالرغم من أن مطالبتي كانت من باب الدفع إلى فتح الملفات القديمة خاصة التي انطوت على بعض الأكاذيب المتعمدة، أو حتى تلك التي طويت دون التدقيق فيها طالت سمعة البعض وأساءت إليه إلا أنني أيضاً مهتم في أن يعرف أبناء هذا الجيل تاريخ المنتخب السعودي الأول ونجومه عبر مسيرة العقود الثلاثة الماضية وتمييز من أعطى ومن أخذ بعد أن بدأ البعض يستخدم مثل ذلك بتشويه متعمد للدلالة على مكانة نجوم أو جيل سواء من باب الرفع من شأنهم أو التقليل في سياق غير تاريخي متداخل ومتعارض ساوى فيه بين من قدم ومن لم يكن له أي عمل بدافع حب وكره مع وضد فانتهى الأمر إلى حصر القيمة التاريخية وفضل الإنجاز في عدد معين محسوب من اللاعبين سواء كان الإشارة لهم بالاسم أو بالوصف كالجيل الذهبي مثلاً أو الأساطير قفزاً على أسماء بل ومجموعات متعاقبة من أسماء لنجوم عملت بروح الفريق الواحد على ترصيع المنتخب الأول بكل النياشين المفقودة من التأهل للمونديال إلى الفوز بكأس الخليج وكلاهما لأكثر من مرة مع تكرار نفس منجز سابقيهم كأس آسيا والتأهل للأولمبياد ولكن دون جدوى، حيث ظلت بوابة التاريخ المزعوم عصية عليهم وتحتاج لمن يستجدي حراسها لدخولهم حتى ولو ليصطفوا بجوار سارقيهم الذين احتلوا المكان بخيانة الحراس والسدنة وحمايتهم، هذا ما ألمحت إليه ولازلت أرى أن على الزملاء الإعلاميين ممن شهدوا المرحلة إنجاز هذه الشهادات وإبداعها في صفحات التاريخ وإن جاءت متأخرة إلا أنه أرحم من ألا تأتي أبداً. كذلك فقد طالبت بالتخلص مما يراد له أن يعتبر من المسلمات دون النظر أو التدقيق فيه وقياسه على الوجه الكامل لأن مجتمعنا الرياضي متورط كثيراً في من سلمنا لهم أنهم أهل للثقة أو ممن لا تجوز مساءلتهم أو سؤالهم من مسؤولين ونجوم ما الذي يفعلون ولماذا لم يفعلوا؟ لأن المجتمع اليقظ وهذا ما ندعيه دائماً أو يروج له الآخرون بأن هناك وعياً على صعيد عامة الجماهير تجاوزت به العاملين داخل الوسط، عليه أن يرقب بأعين مفتوحة وبذهنية حاضرة وعقل يميز وألا يسلم الأمر لأصحاب المصلحة نفسها ليقيموا الحالة على مقياس مآربهم وبما يحقق ذواتهم وأهدافهم. المرحلة الحالية في الحراك الرياضي الشبابي هي الأكثر خصوبة لاستنبات الزوايا والأركان التي يمكن أن تستند عليها حقبة رياضية جديدة ستكون متميزة بالسير بخطى ثابتة على طريق يضمن الوصول إلى خط النهاية المرجوة حتى وإن طال الوقت، نعم سيكون على الطريق بعض الوجوه المخادعة والانتهازية، لكنها ستكون على قارعته ولن يكون لها أي تأثير سلبي على أصحاب الخطى الواثقة التي أخذت الطريق الموصل.. الطريق المستقيم.