|


سعد المهدي
القضاء على الرهبة علم وعمل
2012-11-10

زيادة مستوى الأداء الفني للرياضي من خلال ما يسميه علم النفس الرياضي زيادة مستوى الدافعية نحو تحقيق إنجاز أفضل، وذلك بمراعاة حاجات الرياضي ورغبته والتذكير بالمكاسب المهمة التي يمكن أن يحصل عليها جراء ذلك من مال وشهرة، يبدو هذا لم يغب ولايمكن أن يغيب على أي مسؤول عن إعداد فريق أو رياضي يشارك في منافسات رياضية، لكن المعني في طبيعة أو الطريقة التي يمكن أن يتبعها الجهاز المناطة به مسؤولية التحفيز أو الدافعية، وما إذا كان الأمر يبنى في داخل الرياضي منذ التنشئة أم أنه مرتبط بحالات متباعدة من حالات التنافس يزيد ويقل معها الاهتمام بحسب رغبة أو حسابات الجهاز المعني بالتحفيز. الزيادة في الضغط من خلال الإلحاح بتحقيق النتيجة الإيجابية لها آثار عكسية في الغالب، لكن القياس الطبيعي أو الجرعة اللازمة تحديداً ليست محددة أو معلومة لكنها قد تكون على ما يرام مع الإداري المتمرس الذي يعرف لاعبيه من داخلهم، وهو بذات القدر فطن لما يدور حوله داخلياً وقادر على الفرز والتحليل وقراءة الواقع من كل الأوجه، حتى تلك التي يعتقد البعض أن ليس لها علاقة في التأثير على اللاعبين. وأول نجاحات الإعداد النفسي القدرة على خلق فريق متجانس أو حتى متناغم حياتياً، الذي تحققه إما الصناعة الجماعية للفريق بآليات وأساليب واحدة أو فكر متوافق لكل أطراف عملية التحضير من أجهزة فنية وطبية وإدارية، ومعه الأخذ في الاعتبار عند إبعاد أو إضافة عنصر عدم إفساد هذه الحالة من الانسجام الفكري والروحي المتماثل الوعي والغاية، المتقارب في السن والاهتمامات، المتشرب للعقيدة الجمعية التي تضمن معرفة كيفية الفعل وردة الفعل لكل حالة قبل أن تحدث. اليوم أجد أن الأهلي الذي يلعب بين جماهير كورية عمل على التخلص من الرهبة، واحدة من أهم ما ينبه لخطورة تأثيرها علم النفس الرياضي وذلك من خلال تواجده في كوريا، فترة أيام عايش فيها ظروف طقس وتغيير في نظام غذائي واختلاف ساعة بيولوجية، جرب لاعبيه تحت تأثير ذلك وقاس النتائج، وعمل على تصحيح إفرازات هذه التغييرات المتعددة، وبقي له اليوم فقط أن يزيل الرهبة عندما يدخل أرض الميدان والأهم عند انطلاقة المباراة تدرجاً حتى الدخول في تفاصيلها، لكن الذي لاشك فيه أنه سيكسبه جولة الضغط هو عندما ينجح في تسجيل هدف السبق، لأن الخصم أولسان الكوري سيتلقف الحمل كله بل ومضاعفاً إن تخلت عنه جماهيره أو بدأت تشجيع خصمه. نهائي أبطال آسيا نصفه سعودي والنصف الثاني كوري، وهي ذات الاحتمالات التي دائماً ما توزع على فريقين يحملان نفس الوزن ويتعادلان في فرص النجاح، ومن غير الجيد أن تطغى أمانينا على توقعاتنا لعلها تمنحنا فرصة التعبير عن مشاعرنا بحرية عند انقضاء المهمة اعتقد أنه لا يجب أن نقول إنه مطلوب من الأهلي الحصول على كأس الأندية أبطال آسيا.. ولكن المطلوب المنافسة عليها، ولأنه وصل إلى آخر محطة في المنافسة، فيعني أنه أوفى مع جماهيره، إنما إذا حصل على الكأس فإن الأمر يحتاج إلى نوع آخر من الكلام ويستحق لغة مختلفة في الكتابة.