انتهت مباراة المنتخب السعودي المرتقبة مع منتخب (التانجو) بلاعبيه المحترفين وعلى رأسهم أفضل لاعبي العالم الفتى الشهير الخطير (ميسي).. انتهت المباراة بتعادل يقولون بأنه عادل عطفاً على مجريات اللعب وما قدمه الفريقان.. ولكنه لم يكن عادلاً في نظر كثير من (العربان) الذين جاءوا إلى ملعب الملك فهد وهم يرتدون الفانيلات الزرقاء الفاتحة.. ويحملون أعلام ذلك المنتخب الذي قدم لعاشقي الكرة (مارادونا) و(كيمبس) و(باتيستوتا).. وغيرهم من المبدعين.. قبل أن يخرج لنا (ميسي). لن ألومهم.. فـ (ميسي) ورفاقه جاءوا من أنحاء متفرقة من العالم تقلهم طائرات نفاثة.. وحين حلوا في المطار تعامل معهم المستقبلون على أنهم (مخلوقات غريبة) جاءت من (المريخ). في الملعب كان التنظيم رائعاً رغم اكتساء المدرجات باللون الأزرق الفاتح.. إنها مباراة ودية نتيجتها كانت محسومة مسبقاً في نظر الأغلبية الساحقة.. ربما بخمسة أهداف أخرى كما فعلتها الكتيبة الأسبانية هناك في مدريد قبل شهرين من الزمن.. إنها بعض آراء إعلامية تشربتها الجماهير الكروية السعودية التي باتت تمارس التشفي باسم (الوطنية).. وهؤلاء الجهابذة الإعلاميون الذين يطلون علينا عبر البرامج الرياضية في القنوات الفضائية باتوا يقدمون لنا مشاهد (مضحكة) في التحليل والتوقع.. الكرة السعودية ـ التي يقولون إنها تفتقر للمواهب ـ تلاعبت ليلة الخميس بذلك المنتخب العريق الذي يقوده أفضل لاعب في العالم، وحرمته من التسجيل.. كان الأخضر حاضراً مبدعاً بمهارات يدرك وجودها ـ مسبقاً ـ من لعب الكرة.. نعم كنت أتوقع أن تظهر مهارات وقدرات سلمان الفرج ونواف العابد ومنصور الحربي وسلطان البيشي وفهد المولد ومصطفى بصاص، وأن يواصل المخضرمون وليد عبد الله وسعود كريري وأسامة هوساوي وأسامة المولد عطاءاتهم المعروفة ليكون حضور المنتخب بذلك الوجه المبهج. من حق أسامة هوساوي أن يضحك بعد المباراة على من يعيد النتيجة إلى عدم جدية الفريق الأرجنتيني.. هذا الطرح كان حاضراً في استديوهات التحليل.. حتى قال البعض إن أداء الأرجنتينين كان أشبه بمناورة.. وأنهم لم يقدموا ولا حتى 40% من مستواهم المعروف.. فيما راح آخرون ـ ممن كانوا ينتظرون نتيجة كبيرة كتلك التي تلقاها الأخضر في لقاء منتخب الثيران (الأسبان) ـ راحوا يبررون النتيجة الإيجابية التي حققها الأخضر في لقاء الأربعاء بالفارق الكبير بين أسبانيا والأرجنتين.. إنها آراء عجيبة غريبة لإعلاميين (محبِطين) بكسر الباء.. ومع ذلك ما زالوا يقدمون على أنهم خبراء.. إن تلك الآراء التي يقدمها هؤلاء الجهابذة لن تقدم للكرة السعودية ما يساعد على تطورها ولن أقول عودتها.. فما تحقق في السابق من إنجازات كانت لأجيال مختلفة في إطار تنافسي مختلف بمقوماته التي تبدو اليوم أكثر صعوبة بعد أن تحولت كرة القدم إلى (صناعة) أظهرت معها (كوريا) و(اليابان) اللتان لم تكونا في السابق ظاهرتين على الساحة الآسيوية خاصة الأخيرة لنراهما اليوم في المقدمة يصنفان ضمن أفضل فرق العالم. أعود إلى مباراة الأربعاء وأتساءل: هل كان المنتخب يلعب أمام منتخب أرجنتيني (مزيف)؟.. أو أن (ميسي) قد خاف من الخروج من المطار عائداً إلى بلده أو برشلونة بسلام فلم يسجل في مرمانا وأوعز إلى زملائه بعدم الاهتمام؟.. أو لعل هذا الفريق السعودي الشاب قد جاء من زحل بـ(مسبار).. ليقدم لنا تلك الألوان البديعة من (الجمال). في السابق كنت أنتقد ما يقدمه ريكارد على أرض الملعب وطالبت برحيله واليوم وبعد أن شاهدت هذا القدر من التكتيك والانسجام والالتزام أطالب بأن يتواصل العمل على ما تحقق فالمواهب موجودة.. المهم أن يحسن الاختيار ويواصل المنتخب تجاربه القوية مع الفرق العالمية وسنكون بإذن الله آخر تمام.