عدت إلى عبدالمجيد الشتالي حين قال أو بما معناه إن لونيل ميسي لا يمكن أن يعزف وحده عكس كريستيانو رونالدو، تذكرت ذلك وميسي يتصبب حرجاً بين كرة يحاول أن يسترجعها بعد التمرير أو التهيؤ لاستقبال كرة رد دون جدوى.. فيما المولد والحربي وحتى وليد عبدالله يقطعون منه الكرة تلوى الأخرى، وأقوال محللين فنيين يرفعون حواجبهم من الدهشة، فيما يشبه حالة السؤال عن مفقود أو صدمة من واقع، لكن الحقيقة هي أن لونيل ميسي الأفضل بقياس كرة القدم الحالية وإن كان ليس الوحيد في العالم الذي يعرف لعب الكرة بتقنية وإبهار، وسيظل الاختلاف في فهم كرة القدم وأسرارها بين المحللين والمراقبين والجماهير هو من يتسبب في وضع النقاط أحياناً فوق الأحرف الخطأ. شخصيّاً كانت متعتي في تناغم النجوم الستة: البيشي والحربي والعابد والمولد والفرج والبصاص، أكثر من أي شيء آخر، وكانت فرحتي في أن أسامة المولد وكريري وعطيف قادرون على حفظ وزن الفريق، وأنه يمكن أن نصنع من الشمراني والسهلاوي والسفياني قوة هجومية إن لم تكن ضاربة فعلى الأقل مكملة للجملة الفنية، التي اتضح أن بإمكان الفريق أن يرسمها على أرض الملعب.. وما ينقص الأمر هو مزيد من الضغط على المجموعة في التخلص من اللعب الفردي لصالح الجماعي، والاهتمام بنواحي التكتيك المناسب لإمكانيات اللاعبين والمتوافق مع ذهنيتهم الكروية، وحتى مزاجهم في اللعب وتشجيعهم على الاستمتاع باللعب ومحاكاة نجوم الكرة العالميين في الجديّة والتركيز والتعامل مع المهمة بكثير من المسؤولية والصبر على المشقة وتحمل الصدمات ومنع تسلل الارتخاء أو الاطمئنان أو التسليم أو الاستسلام خلال زمن المباراة. لقد كشفت تجربة الأرجنتين عن أن النار تحت الرماد وأن جذوة العطاء مازلت متقدة وممكنة الاشتعال، وما أعتقد أنه بات مهماً هو أن كل شيء انكشف لإدارة المنتخبات وللأجهزة الفنية والإدارية، لم يعد خافياً أن ما تمت ممارسته من حرب وتخذيل ضدهم إنما هو كان مقصوداً وقد يجد له مرة أخرى طريقة للدخول بعد أن صدم المخططين والمنتقدين له بموقعة الأرجنتين التي يمكن أن نعتبرها فاصلة بين أن يسير العمل بحسب ما خطط له دون أي التفاتة للوراء ولا حتى لليمين واليسار وبين السماح لهواة النقد من أجل النقد أو النقد من أجل مزيد من فرص العمل أو النقد للجهل بما يجب أو يمكن أن يكون عليه الحال والفصل بين الحالتين لن يكون سهلاً، لأن هناك من سيقاوم انتهاء حالة ضياع أوجدها وكبروا فيها وعاشوا وتعايشوا منها، إلا أن الأمر يحتاج إلى الصبر عليهم ومحاولة إقناع جماهير هؤلاء بخطأ تقديرهم، وذلك بمزيد من تحقيق النجاحات التي يضمنها الثبات على المبدأ في العمل الذي انتهج التخطيط ووفر الإمكانات، وكان دائماً يحتاج إلى عدم التجاوب مع الأطروحات المتعجلة أو الساذجة أو المتحمسة المندفعة. رئيس التحرير